جمال علي حسن

السودان ومصر.. و”بروفين” التخدير


[JUSTIFY]
السودان ومصر.. و”بروفين” التخدير

يعتبر بعض المتابعين لحملة الأقلام السودانية الأيام الماضية في التصدي لهجمة الإعلام المصري – بعض من تابع هذا التنشيط الإعلامي للرد على هؤلاء- اعتبروا أن هذا العمل هو رد فعل وتعاط سلبي من شأنه تخريب وتأزيم العلاقات الثنائية بين البلدين والوصول بها إلى مرحلة المواجهة أو القطيعة الكاملة.

نقول وللتصحيح، إن تصدي بعض أقلام الصحافة السودانية من الشرفاء لعبث الإعلام المصري واستفزازاته المستمرة وهجمته غير المبررة على السودان لا تزال هذه الحملة محددة في مستوى الرد المنضبط جداً وتثبيت حقائق يقصد هؤلاء طمسها ضمن خطة التضليل الآثمة التي يقومون بتنفيذها..

لا تزال الصحافة السودانية، والإعلام السوداني بشكل عام متوازناً في التعامل مع تلك الهجمة، لا يزال يتجنب التأليب والتحريض ويكتفي برد العدوان الإعلامي والمطالبة بإنهاء الاحتلال المصري لأراضي السودان..

المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية بالخرطوم الأخ عبد الرحمن ناصف أراه يحاول من جهته امتصاص الاحتقانات العامة، ولكن بطريقة دفاعية لا يريد عبرها أن يعترف ويقر مبدئيا بوجود أسباب كافية لتبرير حالة الغضب التي تعبر عنها الكثير من الأقلام المرموقة في الصحافة السودانية كرد فعل طبيعي وبمراعاة للكم الهائل والكوم الكبير من الروابط الثنائية والتأريخية ومصالح المتجاورين التي يتوجب علينا مراعاتها إلى حين..

حتى الآن.. يتوجب علينا الحفاظ على عدم انفجار الحالة المحتقنة بين البلدين، إلى أن نصل لقناعة بأن فرس الحلم طالت عليه المسافة ولابد من استبداله لحسم الأمر.

وللأسف فإن هذا المسار الهادئ الذي نلتزم به من جانبنا في ظل تصعيد أخرق وتمادٍ أصم سيعجل بنهاية سريعة لمهمة جواد الحلم الصابر وسينتقل بالحالة القائمة إلى خيار المواجهة..

لن يستمر السودان متعقلا ًلدرجة السذاجة ومتغفلا ًلدرجة الوصف بالجهالة لفترة طويلة فللصبر حدود..

وكذلك لن تستمر عمليات ترميم الجدران المتشققة في علاقات البلدين، وترميمها بالابتسامات السطحية، هذه المجاملات التي ندفع ثمن الصبر عليها من عزيز سيادتنا وكرامتنا وشرفنا الوطني لن تستمر لفترة طويلة، لو أصر النظام المصري على المواصلة في سياسة (تطنيش) نداءات العقل بمواجهة أزمة حلايب وشلاتين بموضوعية وحل قضيتها بسحب الوجود الاحتلالي المصري السافر من الأراضي السودانية هناك.. قبل الجلوس لمناقشة الملف.

لو انفجرت الأمور، فستخسر مصر مثلما قد يخسر السودان ومثلما يخسر كل طرف يختار هو أو تختار له الأقدار الدخول في مواجهات.. ونحن أيضاً سندفع ثمناً ما للمواجهات التي قد تحدث، لكن سنخوضها لأجل كرامتنا واستعادة حقنا المسلوب.

لو لم تتخل القيادة السياسية في البلدين عن تناول (بروفين) تأجيل الألم وعدم مواجهته وحسمه، فإن النتائج الحتمية لهذه التراكمات ستكون وخيمة.

نقول كل هذا ونؤكد برغمه أن الرجاء والأمل عندنا هو أن تتجاوز العلاقات الثنائية هذه المطبات بأقل الخسائر لمصلحة المستقبل..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين..!

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي