ضياء الدين بلال

(حتى لو اعتقل الترابي)؟!


[JUSTIFY]
(حتى لو اعتقل الترابي)؟!

الشعبي وضعها بصورة قاطعة، لا تقبل التراجع، أو المراجعة:
(لن ننسحب من الحوار، حتى ولو اعتقل الترابي).
ربما وقَّع الشيخ الترابي بحبر ابتسامته الشهيرة، على تصريح الأستاذ/ كمال عمر.

(نيابة أمن الدولة تحيل قضية السيد /الصادق المهدي إلى المحكمة).

رغم ذلك..
من داخل سجن كوبر، يظل الرجل يكرر تمسكه بخيار الحوار.

هذه المواقف تعبر عن حقيقة واضحة، لا يراها البعض بعيونهم المجردة، وهي ألا خيار للخروج من عنق الزجاجة سوى الحوار.

بعضهم يريد أن يكون الخروج عبر كسر الزجاجة!.

قالها المهاتما غاندي:
(ليس هناك طريق إلى السلام، فالسلام هو الطريق).

مآلات التغيير عبر العمل المسلح، تخبر عنها التجربة السورية.

ومترتبات التغيير عبر التدخلات الخارجية، تضعنا على الطريق المؤدي إلى تجارب عراق داعش، وليبيا حفتر.

ما حدث في تلك البلاد، يوفر درساً بليغاً للجميع، بألا خيار سوى مسار التحولات السلمية، (بعدت صنعاء أم قربت).

تغيير النظام في سوريا، عبر العمل العسكري، أدى لانهيار الدولة، وانقسام المجتمع على أساس طائفي، واقتتال المعارضين في ما بينهم، وتحول المواطنين السوريين لمشردين ولاجئين.
وبعد إزهاق الآف الأرواح، لم يكن من طريق سوى البحث عن اتفاق سياسي عبر محطة جنيف.
تجارب التاريخ تضع الحكمة بين قوسين:
(من يصل إلى السلطة على أسنَّة الرماح سيُزال بها).
ومع ذلك، إذا استمرت البلاد لفترة أطول في حالة الاحتقان السياسي، والضائقة الاقتصادية، والاستقطاب الإثني، والاقتتال القبلي؛ فستأتي لحظة يأس يتساوى فيها البديل مع ما هو متاح.
لا بد من الإسراع بعجلة في الحوار.

على الحكومة استباق تلك اللحظة المعتمة، للخروج بتسوية تاريخية شاملة، تضع البلاد في الطريق الخالي من الألغام.

مع كثيرين، بدأت أشعر بانخفاض حماس الحكومة في الترويج والعمل، لإنجاح مشروع الحوار الوطني.

التوقعات كانت تمضي في اتجاه إيجاد تسوية سريعة، لملف قضية السيد الصادق المهدي، إذا بنا نفاجأ بالقبض على الأستاذ/ إبراهيم الشيخ، وتحويل أوراقه إلى محكمة النهود!.
كنا ننادي بإطلاق سراح الزميلة (الصيحة)، إذا بنا نفاجأ بمصادرة الزميلة (الجريدة)!.
وفي الوقت الذي تعلن فيه قوى سياسية بارزة تمسكها بخيار السلام مهما حدث؛ يتحدث البعض من قيادات المؤتمر الوطني، عن إجراء الانتخابات في مواعيدها!.

ما قيل يعتبر تجاوزاً لموقف سياسي مسؤول، عبَّر عنه السيد رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، في بورتسودان، حينما ربط تأجيل الانتخابات بالوصول لمشروع اتفاق سياسي عبر الحوار.
الانتخابات وسيلة لتحقيق استقرار سياسي، وتبادل سلمي للسلطة، وليست غايةً في حد ذاتها.
لتؤكد الحكومة جديتها في مشروع الحوار، من المهم أن تحافظ على المقتنعين بالخيار، والقريبين منها، وألا تضعهم في مواقع الحرج أمام قواعدهم، قبل أن توجه الدعوات للبعيدين عنها، بحكم الجغرافيا والمواقف.
أخيراً:
سُئلت في إحدى الفضائيات، عن تهديد الحزب الاتحادي الديمقراطي بالانسحاب من مشروع الحوار.. فقلت: إذا كان هناك ما يغضب الحزب، أوْلى له التهديد بالانسحاب من الحكومة لا من الحوار!.
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني