جمال علي حسن

مياه الخرطوم.. السخط المميت

[JUSTIFY]
مياه الخرطوم.. السخط المميت

الصبي الذي راح مأسوفاً على صباه في تداعيات تظاهرات عد حسين قبل يومين، تؤكد حادثته أن لعنة الفشل الخدمي المزمن في العاصمة أصبحت مكشوفة وتقبِّح وجه حكومة الولاية بوصمة العجز التام عن فعل أي شيء أو تحقيق جزء من الصفر المحترم في أرقام الوعود المملة.. وتؤكد أيضا أن رحم النجاح في المشروعات الخدمية في ولاية الخرطوم سيبقى مهجورا بلا قابلة.!

كتبنا ألف مرة عن مياه الخرطوم، وكلما أطالع خبرا عن تفاقم أزمة المياه في مناطق الخرطوم الجنوبية الأزهري، السلمة، عد حسين، الصحافة وأركويت – أجد أخبارا أخرى معبأة بالوعود تضخها ماكينة إنتاج الأخبار بمكتب والي الخرطوم.

إنهم ينتجون كميات هائلة من الأخبار المنافية للواقع.. أخبار تحكي عن نفس الموضوع، موضوع المياه.. وجولات تفقدية.. وكلام كثير جدا والبرنامج الإسعافي للمياه – ٤ سنين – والخطة والمشروع والآليات و… و… و… ولا شيء.. لا يوجد ماء يا أخي.. لا يوجد يا سيدي.. أفهمت؟

الذين خرجوا واحتجوا ليسوا مخربين أو حملة سلاح أو عصابات (نيقرز) أو أصحاب أجندة هدامة أو تلك القائمة الطويلة والمستهلكة من الأوصاف التي يتم إطلاقها بكثافة أكثر من كثافة الدخان الذي خنق الصبي!

هؤلاء مواطنون يعانون من انقطاع الإمداد المائي لأيام بعد أن ظل هذا الإمداد ولأعوام مضت إمدادا شحيحا لا يتحصل المواطن عليه إلا مساهرا بجوار الحنفية مفتوحة ليستيقظ على (صوتها لما سرى) ولا تكاد تتوفر لغالبية مواطني مدينة الأزهري والسلمة والصحافة فرصة الاستحمام من ماسورة (الحكومة) مباشرة وليس من مياه خزان المنزل أو البرميل أو (الطشت) إلا عن طريق الصدفة بأن يأتي إمداد الماء المتسلل خلسة إلى المنازل ليلا مثل (الحرامي) ويتصادف في نفس توقيته غير المعلوم أن يكون الشخص على موعد مع قضاء حاجته ليلا، فيحدث الوعد ويتم اللقاء، ثم يقرر لنفسه استحماما طارئا على ذاكرة أنغام وردي (صدفة وأجمل صدفة أنا يوم لاقيتك)..!

هل هذه أوضاع محتملة..؟ كونوا صادقين و(امرقوا الذمة).. هل هذا الوضع محتمل؟.. بالتأكيد لا.. وماذا سيفعل المواطن سوى أن يخرج ويحتج على فشل الولاية في حل مشكلة المياه؟..

من قبل طالبناكم بأن توقفوا ضخ أخباركم غير المنسجمة مع الواقع.. وتوقفوا ضخ وعودكم اللانهائية الفاشلة حول حل مشكلة المياه؟.. لكنكم تصرون على ضخها بدلا عن ضخ المياه في عروق المواسير.. ويصر قادتكم أن تبقوا حكاما لهذه الولاية حتى تلفظ ولاية الخرطوم آخر أنفاسها وتستريح في قبرها.. ميتة.!!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين!!

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي