عبد الجليل سليمان

الشعبي ذو المصراعين


[JUSTIFY]
الشعبي ذو المصراعين

كأني بحزب المؤتمر الشعبي المُنشق عن الحزب الحاكم، يحكم الآن، بينما يقف (الوطني) الحاكم الفعلي، يسار ظله قليلاً، فالراصد لمنابره يجدها ملكية أكثر من الملك نفسه، وإلاّ فاسمعوا ما يقول (ياسر يوسف) وقارنوه بما يلفظ به كمال عمر ونصر الدين أحمد.

والأخير يتسنم أمانة المغتربين والحركات الإسلامية في حزبه، و(شن جاب لي جاب؟)، لكن لا حق لنا في الاعتراض على جمعه بين الأختين، فلسنا أعضاءً في حزبه، ولذلك (على كيفو هو وحزبه)، وسنتحدث عن ما يلينا من أمره، وهو أنه حين صعد أول أمس منبر (أمانة الشباب) في حزبه، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، لم يترفق، ويتريث قليلاً، و(طوالي قام من منبره وولى ناحية المحروسة)، فانتقد إجراء الانتخابات في مصر ووصفها بأنها ذريعة للبحث عن شرعية لنظام انقلابي، فـ (قبَّلت جاي، قبَّلت جاي) وأرجعتُ البصر كرات عديدة فانقلب إليّ خاسئاً وهو حسير، إذ أن الرجل جاء عن طريق انقلاب أيضاً، واللا شنو يا جماعة؟

ثم يأتي في عقابيله (كمال عمر) ليفتح النيران على بعض الأحزاب السودانية التي قال إنها أرسلت برقيات للرئيس المصري السيسي تهنئة على ضربه (طاعون العصر) أي الأخوان المسلمين، لكن لم تمض هنيهة حتى (خربها) تماماً حين قال (إننا في الشعبي نؤمن بالديمقراطية التي تأتي بأي منظومة)، وكأنه لم ينقلب عليها يوماً ما.

دعونا من ذلك كله، ولننظر إلى الشعبي الآن، كيف غيّر خطابه السياسي الذي كان يضعه (قبل قليل) على ورقة (الوطني) بزاوية حادة (جداً) إلى خطابٍ منفرجٍ جداً، وصل حد (أننا متمسكون بالحوار حتى لو أُعتُقل الترابي).

ما ينتجه الشعبي من خطابٍ راهن يجعلنا نعتقد إذا ما قاربناه بخطاب رجل الإعلام الأول في الحزب الحاكم (ياسر يوسف) أن ياسر ينتمي للمعارضة و(الشعبي حكومة)، وإلاّ ما الذي يجعله يشن حملة شعواء على الأحزاب الأخرى، ويسعى إلى (الدول المجاورة) وكأن به (كاروشة) لتخريب العلاقات معها كما كان يفعل قبل مفاصلة رمضان ومذكرة العشرة.

الآن يبدو الشعبي وكأنه (ذات المصراعين) وهي رخويات مائية (Bivalves) لها قدرة على العيش في المياه العذبة والمالحة، والضحلة، حين أن جسدها مغلف بصدفةٍ ذات مصراعين تتحرك على قدم عضلية، وهكذا يتحرك خطاب الشعبي بين الديكتاتورية والديمقراطية، بين المعارضة المتشددة والحكومة، بين العلمانية والدين، وبين مصراعيه الصدفيين.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي