شيخ الامين
في فبراير المنصرم، هيمن خبر إطلاق مشايخ الطرق الصوفية بالسودان لمبادرة أسموها (أهل الله) لحل قضية دارفور، وقالوا إنهم سيلتقون بالمعارضتين المُسلحة والسياسية، وكل المعنيين بالصراع في الداخل والخارج وفق رؤية قومية بعيدة عن الحلول السياسية التي تتبعها الحكومة الآن، وكشف (عبد الرحيم محمد صالح) شيخ الطريقة السمانية عن عزمهم تشكيل آلية تضم الطرق الصوفية والإدارة الأهلية تعمل دون انقطاع إلى أن تُحل الأزمة.
وطالما أن هنالك منظومات يُسمح لها بالعمل علانية لوضع حد للنزاع والحرب وفقاً لرؤيتها الخاصة، فلماذا آثار ظهور المتصوف الشهير (شيخ الأمين) بجانب مبعوث الرئيس إلى دولة الإمارات الفريق (طه عثمان) كل هذه الضجة؟ وما الذي جعل القصر ينفي بطريقة تشي بالنقيض للزميلة (آخر لحظة) أن (شيخ الأمين) ظهر رفقة وزير الدولة مبعوث الرئاسة إلى الأمارات كمواطن عادي وليس ضمن الوفد الرسمي، إذ شدد السكرتير الصحفي للرئيس (عماد سيد أحمد) بحسب يومية (آخر لحظة) عدد أمس، على تلك الصفة (مواطن عادي)، ورأى أنه لا غضاضة في ظهوره بجانب الفريق طه من باب الدبلوماسية الشعبية.
حسناً، من وجهة نظري الشخصية، أنه لن تكون هنالك غضاضة أيضاً فيما لو أُعلن عن أن (شيخ الأمين) كان ضمن الوفد وتم اختياره بشكل رسمي ممثلاً للدبلوماسية الشعبية بصفته زعيم طريقة صوفية نافذ ومؤثر وربما استطاع تليين العلاقات المتيبسة بين الإمارات والسودان، بما لا تستطيعه القنوات الرسمية التي لا تحظى بثقة كافية من قبل دول الخليج والسعودية.
ما كان ينبغي نفي خبر كهذا، وحتى لو حدث ذلك، كان من الصواب أن يتم التخلص من بعض العبارات التي وردت على متنه، فقصمت ظهره مثل (مواطن عادي)، وكأنه يُمكن لأي مواطن أن ينهض من أمام طبليته في السوق العربي، ويرافق أي وفد رسمي إلى خارج البلاد، ويظهر جوار رئيس الوفد في كافة وسائل الإعلام.
فشيخ الأمين ليس مواطناً عادياً اختلفنا معه أم اتفقنا، كنا في صفه أو ضده، هو رجل دين نافذ ومؤثر وكثيف الحضور، ويتمتع بقاعدة مريدين هائلة خاصة وسط الشباب من الجنسين حتى أن (محايتو بيبسي وحيرانو جكسي وبخراتو جلكسي)، ورجل دين استطاع تحديث التمائم التقليدية وتطوير النفاثات التي في العقد بهذه الطريقة، لا يمكن أن نضعه في خانة (الرجل العادي)، أليس كذلك؟
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي