صلاح الدين عووضة

فاهٌ وضحايا !!!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] فاهٌ وضحايا !!! [/B][/CENTER]

* وما نحدثكم عنه اليوم حدث في زمان بعيد مضى ..
*زمان (تُوجدني) فيه أيما مشاهدة عابرة لأفلام عن (مصاصي الدماء!!) ..
*أو بالأحرى ؛ تدفعني نحو لحظاته التي نعنيها هنا دفعاً ( لاشعورياً ) المشاهدات تلك ..
* و(اللاشعور) – كما هو معروف – مصطلح يكثر استخدامه في علم النفس ..
*والذكرى التي نحن بصددها هذه تحتاج تفسيراً ( نفسانياً !!) كذلك ..
*ذكرى بطلتها إمرأة (وافدة) ليست من أهل البلدة ؛ ولا البلاد ..
*قيل أنها من دولة مجاورة على حدودنا الغربية ..
*و إذ كنا صغاراً – نحن – فقد كان يستهوينا إلى حد الفضول (الغموض) ذاك الذي كان يحيط بالمرأة تلك..
*يحيط بها ، وبدارها ، وبحياتها ، وبـ(ثرائها) …..
*فقد كانت ثرية جداً …….
*كانت ثرية ( مال) و(جسد) ……
*ولم نكن نعلم إن كانت متزوجة أم لا لإحساسنا بخلو الدار – دوماً – من ( أنيس) ..
*ولإحساسنا – كذلك – أنه ما من رجل (سوي) يمكن أن (يؤنس) وحدة إمرأة تبدو ( مسترجلة !!) ولو كانت ذات مسحة من جمال ..
*أما النفر أولئك من الرجال – كبار السن – داخل الدار الرحبة فقد كان لكل منهم مهام ما يؤديها كما الساعة..
*فمنهم الجنائني ، ومنهم الحارس ، ومنهم مُشغل طلمبة الماء ، ومنهم المتكفل بـ(المراسيل) ..
*وما كان مهتماً به الجنائني هذا – (بالذات)- كان موضع اهتمامنا نحن كذلك ..
*فقد كنا نستشعر سعادة خوض (المغامرة) ونحن نجوس – خلسةً – خلال أشجار الجنينة تلك بعد أن نتسور الحائط الشرقي القصير ..
*ثم نبلغ ذروة الاحساس بلذة المغامرة هذه حين يُفتضح أمرنا ويطاردنا رجال المرأة دون أن ينجح أحدهم في القبض علينا ..
*أو على الأقل ؛ لم ينجحوا طوال الأشهر الثلاثة الأولى مذ ظهرت المرأة (بغتةً) – كما زيد بألفية ابن مالك – في بلدتنا ..
*ولكنهم ذات يوم غائم فعلوا ……
*يوم غابت فيه شمس الظهيرة وراء سحاب داكن كان ( يركض) نحو الأفق الغربي البعيد ..
*يركض مثل سحاب إيليا أبي ماضي الذي وصفه في قصيدةٍ له بأنه ( يركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين) ..
*وغاب فيه كذلك – اليوم ذاك – زميلنا مُرقص ( القبطي) وراء الحوائط الغامضة ….
*وبعد نحو ( دهر) خرج علينا مرقص هذا وهو (يركض) – متجاوزاً لنا – بأسرع مما كان يفعل سحاب ذلكم اليوم ..
*ثم فعل الشئ ذاته – كذلك – كلٌ من تم القبض عليه منا …..
*فقد ( تبدل) أمرٌما لم نتنبه له – بدءاً – ولكنا بعد ذلك فعلنا ….
* فعلنا بعد أن قُبض على أربعةٍ منا كلٌ منهم كان يسابق الريح نحو داره – وليس السحاب وحسب – فور إطلاق سراحه ..
*فقد أضحى ( الولوج) سهلاً خلاف ما كان عليه الأمر في السابق ..
*أما ( الخروج) فقد أمسى في صعوبة الإفلات من سياط أستاذ صبري في حصة الرياضيات ..
*أي كأنما كان هناك (استدراج) بهدف (الاصطياد !!) ….
*وما سمعناه من الذين (أُصطيدوا) هؤلاء كان شيئاً عجزت عقولنا عن استيعابه ..
*فأنى لنا – آنذاك – القدرة الذهنية على تخيل فم أنثوي – وإن كان ذا شفتين غليظتين – ( يتلمظ !!) الذي يمتصه من المقبوض عليهم منا غصبا ..
*فمكامن (اللذة) نفسها قد تضحى من مُجلبات ( الألم !!) لصاحبها إن كانت بغير رضا منه ..
*ولكنا نجحنا في ( التخيل ) هذا – بعد سنوات عدة – وليس عقب اختفاء المرأة (المفاجئ) من دارها ، وحياتنا ، وبلدتنا ..
*و نجحنا – كذلك – في الربط بين التخيل هذا ومعايشات (واقعية!!) ذات (إمتصاص) لأشياء أخرى لا مكامن للذة فيها ..
*معايشات إنقاذية (تمتص) منا المال والدماء وماء الحياة …
*ونضحى – من ثم – ضحايا لـ(فمٍ كريه !!!!!) .
[/SIZE][/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة