مكي المغربي

أين الخطة (أ)؟ أين السودان الجديد في الجنوب أساساً؟!

[JUSTIFY]
أين الخطة (أ)؟ أين السودان الجديد في الجنوب أساساً؟!

قرأت في (الانتباهة) خبرا بعنوان سلفاكير يأمر قطاع الشمال بتطبيق الخطة (ب) بعد أن فرغ الجنوب من الخطة (أ) وهي تحرير الجنوب. وقرأت في صحيفة أخرى أن سلفاكير قال إنه سيحارب الجبهة الثورية لأنها تحتل أراضي جنوبية. وفي الخبر الأول تفاصيل أكثر ولكنه بعيد من الواقع إذ أن الحديث عن اكتمال تحرير الجنوب فيه نظر لأن الصراعات القبلية والعرقية هدت كيان الدولة التي ورثتها حكومة الجنوب من السودان الموحد وصار المواطن الجنوبي يقارن بين ما قبل الانفصال وما بعده.

أيضا توغلت القوات اليوغندية واضطرت الحكومة للاستعانة بها، كما سيكون هنالك تدخل لقوات من دول الإيقاد أو بعضها وكل هذا قد يعقبه تدخل دولي ينتهي بحالة أشبه بالوصاية الدولية وهذا ما كتبته الصحف الأمريكية ولم يتخيله أو يخطط له ويتآمر من أجله بعض الشماليين أو منبر السلام العادل أو أي جهة يشك شعب أو حكومة الجنوب أو الحركة الشغبية في سوء نواياها.

مقالات النيويورك تايمز والواشنطون بوست عقب الصراعات التي اندلعت في شتاء 2013 تشعرك أنها كتبت قبل فترة … كان المنطق فيها جاهزا ومعبئا ضد سلفاكير وحكومته وبعضها قال تصريحا لا تلميحا (وصاية دولية تحت قيادة أمريكية) على جنوب السودان.

هل هذه يا ترى الخطة (أ) … و سيتم تعميمها على الشمال في الخطة (ب)؟!

في تقديري أنه لا يوجد (أ) ولا (ب) ولا غيرهما… ولا يوجد في جنوب السودان جدول زمني لفترة أسبوع فضلا عن خطط أو استراتيجيات … الأمل الوحيد في مفاوضات الإيقاد التي منحت الحكومة والطرف الآخر مهلة شهرين فقط لا غير.

حتى حديث سلفاكير عن استهداف الجبهة الثورية لن يتم إلا بالتنسيق الميداني الكامل مع الجيش السوداني … وسوى ذلك سيكون الأمر مكلفا لسفاكير وجيشه ويؤدي إلى حرب عابرة للحدود. ولكن بالتنسيق بين الخرطوم وجوبا يستطيع الطرفان القيام بمهام متبادلة وذلك لأن الجيش السوداني جيش نظامي رسمي بينما جيش الجنوب تجمع كبير لمجموعات القوريلا ومليشيات قبلية وأهلية توحدت أيام الحرب ولكنها لم تنصهر تماما.

لكل طرف خبرة قتالية و مصدر قوة مختلف من الآخر … كما أن الاتفاق بينهما يدفع المفاوضات للأمام وذلك لأن الأطراف المتحاربة الأخرى ستشعر بضيق الخيارات وانعدام الملاذات الآمنة وتختار درب السلام دون كثير تردد.

لا بد من التعاون بين جوبا والخرطوم … لا بد من استمرار المفاوضات بين الحركة والخرطوم وبين مشار وجوبا .. أي درب آخر نهايته “الفوضى الخلاقة” وليس (أ) ولا (ب) ولا (ج) ولا أي شيء!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني