عبد الجليل سليمان

قلوب التلاميذ في خطر


[JUSTIFY]
قلوب التلاميذ في خطر

قيل إن وزارة التربية والتعليم عممت منشوراً على المدارس تلزمها فيه بضوابط جديدة لبيع الأطعمة، لكن الخبر الصاعق والمخيف هو أن نسبة الإصابة بروماتيزم القلب وسط الطلاب بلغت 50% أي نصفهم يعاني هذا المرض الخطير، في حين كشفت ممثل جمعية مرضى روماتيزم القلب (د. سلافة خالد) للصحف أول أمس عن أن طفلاً من بين كل مائة مصاب بروماتيزم القلب، وأشارت إلى أن المرض ينتشر بسرعة في المناطق الفقيرة والمزدحمة.
والخطير أعلاه ليست إطلاقاً على عواهن الإثارة، بل يأتي في سياق علمي دقيق اعتماداً على مصادر طبية متخصصة، قالت لي أمس إن روماتيزم القلب عبارة عن التهاب في أنسجة القلب، حيث تظهر الأعراض بعد نحو أسبوعين من الإصابة بالتهاب في الحلق والجهاز التنفسي العلوي وتتسبب به نوع من البكتيريا تسمى (Streptococcus Group A) تستهدف صمامات القلب وانسجته.
ثم اطلعت على تقرير صادر عن جمعية القلب الأمريكية وجمعية الأطفال الأمريكية عن الوقاية من الحمى (الروماتيزمية) أن الوقاية من الحمى (الروماتيزمية) يتكون من مرحلتين الوقاية الأولية Primary Prevention)) أهم ما في هذه المرحلة هو الاكتشاف المبكرة لالتهاب الحلق واللوزتين وعلاجه بالمضاد الحيوي، ثم تأتي بحسب التقرير مرحلة الوقاية الثانوية (Secondary Prevention)، التي تتمثل هذه الخطوة في منع تكرار الإصابة بالحمى (الروماتيزمية)، وذلك بمنع الالتهابات (البكتيرية) للحلق واللوزتين، ويتطلب هذا النوع من الوقاية إلى استخدام مضاد حيوي هو (البنسلين)، كل شهر باستمرار، وذلك بأخذ حقنة في العضل، كل أربع أسابيع هذه الحقنة تعمل على تطهير الحلق واللوزتين من هذه (البكتريا) لمدة أشهر، يمكن أخذ أنواع أخرى من المضادات الحيوية غير (البنسلين) في حالة وجود حساسية منه.
إذن، 50 بالمائة من تلاميذ وطلاب المدارس يعانون هذا المرض الخطير، الذي ما لم يستدرك بسرعة فإنه يفضي إلى الوفاة، حيث يؤدي إلى هبوط حاد في وظائف القلب ويتسبب في التهابات المفاصل والطفح الجلدي والعقد تحت الجلد.
وزارتا الصحة الاتحادية والخرطومية، لا تحركان ساكناً كعادتهما ودأبهما، ترخيان آذانهما وتصيخان وتطلقان عيونهما الدفينة في محاجرهما طيلة العام لتنفيان الأخبار المتصلة بأداهما (الركيك)، وتطلقان لسنتهما لاتهام الصحافة بالجهل أحياناً وبعدم الدقة والموضوعية أحايين، فيما هما تخفيان المعلومات الحقيقية عنها، هذا إذا كانت لديهما معلومات في الأصل.
طيب، دعونا ندخل الآن في هدنة مع الوزارتين، هدنة لصالح الأطفال والتلاميذ، وندعوهما للعمل معنا كصحافة يد واحدة، وأن نقوم بحملة كبيرة لفحص تلاميذ المدارس مع بداية العام، وأن تتعهدان بعلاج كل تلميذ يعاني المرض مجاناً حتى نحاصره وننقذ أرواح فلذات أكبادنا، وها نحن ننتظر أن تلتقط الوزارتان هذه المبادرة وحينها ستجدان كل الصحف من خلفهما (أجزم بذلك وأبصم عليه)، فهلا استجابتا؟
[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي