الطاهر ساتي

ولو …على نفسك ….!!

[ALIGN=JUSTIFY]** لقد سقط اسم القائل من ذاكرتي ، فالذاكرة ليست أكثر اتساعاً من فضاءات بلادي التي أضحت تضيق بالطائرات حين تحاول التحليق ، فتعجز وتتساقط – واحدة تلو الأخرى – كأوراق التبلدي في زمن الجفاف والتصحر ، .. المهم قال ذاك القائل قولا وسيما وصف فيه الناقد بانه شخص يعرف معالم الطريق ، لكنه لايستطيع قيادة السيارة .. قول قديم ولكنه – كالذهب – لايصدأ.. يصلح وصفاً لحال الكابتن شيخ الدين محمد عبد الله مدير عام شركة أبابيل .. حيث ظل شيخ الدين طوال الأسابيع الفائتة ناقداً حصيفاً وممتازاً ومتخصصاً في شركة الخطوط الجوية السودانية وهيئة الطيران المدني .. منذ يوم إحتراق إيربص سودانير فى مطار الخرطوم والي الجمعة الفائتة لم يصمت شيخ الدين يوماً واحداً .. أحاديثه تتصدر أخبار الصحف بما فيها من نقد لاذع لحال سودانير ، وكذلك تصريحاته تزاحم ذاتها في أثير الاذاعات العامة والخاصة لما فيها من هجوم – وكشف حال – هيئة الطيران المدني .. هكذا أصبح شيخ الدين نجماً في سماء إعلام بلادي عقب كارثة طائرة سودانير .. كنت أتابع تحليلاته باعجاب بمظان أن الرجل ليس بكابتن فحسب بل يعرف أيضاً إدارة شركات الطيران .. ولكن للأسف تجلت للناس حقيقة أن شيخ الدين ناقد يعرف معالم الطريق فقط ، بيد أنه لايتقن قيادة السيارة .. لقد سقطت – واحترقت – طائرة أبابيل التي يديرها شيخ الدين ، كما احترقت طائرة سودانير التي ينتقدها شيخ الدين ..!!
** لست بناقد لشيخ الدين على سيل نقده لسودانير والطيران المدني ، بل اتفق معه – بلاتحفظ أو تردد – فى مجمل ذاك السيل الجارف من النقد الشجاع ، و اتفاقي معه مرده قناعة راسخة بأن سودانير « تستاهل سيل النقد » ، وكذلك الطيران المدني .. وبارك الله في شيخ الدين الذي أرانا أخطاء هذه وكبائر تلك بشجاعة نادرة.. وعليه ، نطالب شيخ الدين اليوم بأن يعض على تلك الشجاعة بالنواجذ ، ثم يكشف للرأي العام – بذات الوضوح – أسباب سقوط طائرة شركته – أبابيل – قبل أن تكمل الدقيقة – من زمن إقلاعها- تحليقاً .. لماذا سقطت طائرة أبابيل قاب قوسين أو أدنى – زماناً ومكاناً – من إيربص سودانير ..؟ ..!!
** طائرة سودانير لم تكن فى كامل صلاحيتها ، كما قال شيخ الدين في احتمال ما ، فهل طائرة أبابيل كانت كذلك أيضاً ..؟.. وطائرة سودانير ربما احترقت لخلل فني ، كما قال في احتمال آخر ، فهل طائرة أبابيل أيضاً سقطت بذاك الاحتمال ..؟.. هكذا ، كل الأسباب – والاحتمالات – التي أحرقت طائرة سودانير التي يديرها الشريف ودبدر ، كل تلك الأسباب – والاحتمالات – تحيط بطائرة أبابيل التي يديرها شيخ الدين .. وبما أن شيخ الدين تعمق وأبحر فى حريق طائرة سودانير ، عليه أن يتعمق ويبحر أيضا في سقوط أبابيل ، علما بأن الابحار في سقوط أبابيل أيسر ، فأهل مكة أدرى بشعابها .. واليوم جاء القدر بشيخ الدين ملكاً لأهل أبابيل ، فليفصح عن شعابها .. كما أفصح عن « شعاب سودانير » .. ولن ينتظر الرأي العام نتائج لجنة تحقيق أبابيل .. سيادته – أيضاً – لم ينتظر نتائج « لجنة تحقيق سودانير » …وإذا لم يتحدث شيخ الدين عن أخطائه في شركة أبابيل بكل شجاعة ، عليه أن يعلم بأن الرأي العام لن يصدق حديثه السابق ، والذي كان عن أخطاء الآخرين في سودانير والطيران المدني .. وعليه ، ننتظر لنرى أيهما يختار شيخ الدين ..الحق ولو على نفسه أم تبرير الخطأ …؟؟
إليكم – الصحافة -الثلاثاء1/7/ 2008م،العدد5400
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]