صلاح الدين عووضة

غضب أُنثوي !!!

[JUSTIFY]
غضب أُنثوي !!!

*وقارئةٌ ترسل لنا عبر إيميلنا ما يبدو سؤالاً (إنتقامياً !!) مضاداً لآخر سابق من جانبنا ..
*فقد كنا تساءلنا نحن عن السبب في خلو سجلات التأريخ من اسم فيلسوفة واحدة (بالغلط) من بين عشرات الفلاسفة الذكور ..
*وقارئتنا هذه تساءلت : (لماذا يا أستاذ تخلو سجلات التأريخ من اسم عاشقة واحدة بالغلط جُنت كما جُن عاشقون كثرٌ من الرجال ؟!) ..
*ولعلها غمغمت إثر ذلك بالذي لم تكتبه وإبتسامة ظفر ترتسم على شفتيها : (هذه بتلك والبادئ أظلم) ..
*ولكن من قال إننا أردنا أن نظلم المرأة بتنزيهنا لها عن الذي يُصاب الرجل به في (عقله)؟! ..
*فهذه صفة – أي الجنون – إن نحن قرناها بها لم ترضها هي لنفسها ….
*وإن نحن قلنا أنها (حكر!!) على الرجال غضبت إذا رأت أن الصفة هذه تشمل – من بين ما تشمل – مجال الفلسفة ..
*فليس الحب وحده هو ما يقدر الرجل على (جنونه) – دون المرأة – وإنما التفلسف كذلك ..
*ثم هنالك الحروب التي عدها نيتشه ساحة تتجلى فيها (عبقرية الجنون !!) لدى الرجل في حدودها القصوى ..
*ولنُبسط الآن أكثر- دونما (جنون) – كيما تفهمنا قارئتنا هذه ومن هن طارحاتٍ لتساؤلها هذا نفسه ..
*فالفيلسوف الألماني الشهير هيجل – مثلاً – دخل على طلابه بالجامعة يوماً هو ينتعل فردة حذاء واحدة والقدم الأخرى عارية حتى من الجورب ..
*فهل يمكن ، في المقابل ، أن تنسى إمرأة خارجة من دارها تصفيف شعرها – دعك من الحذاء – مهما يكن ذهنها (مشغولاً)؟!..
*هذا – إذاً- هو (الجنون)الذي حرصُ المرأة على عدم بلوغه يحول دون أن (ينفصل !!) عقلها عن رأسها ذي الشعرالمصفف بعناية ليهوم في سماوات الفلسفة ..
*بل حتى (المجنونة) من النساء يبقى لها من (العقل) ما يعصمها من أن تتعرى كما يفعل بعض المجانين من الذكور ..
*فالرجل يكون مجنوناً حين (يتفلسف) ، وحين (يحارب) ، وحين (يغامر) ، وحين (يحب !!) ..
*وعندما يعبر – الرجل – (الشعرة) الفاصلة بين جنون العبقرية وجنون (الكلكي) قد يشكل خطراً حتى على نفسه ..
*والمرأة تكون (عاقلة) عند محاولتها ممارسة ذلكم كله فيعجز التأريخ – من ثم – عن تخليد اسمها في سجلات (المجانين العباقرة !!) ..
*والحالة الوحيدة التي (وثقها) رب العزة نفسه – في كتابه الكريم كان (العقل الأنثوي !!) حاضراً فيها بقوة ..
*إنها مراودة إمرأة العزيز فتاها يوسف – عليه السلام – عن نفسه ..
*فلولا (العقل) هذا لما كان (الحرص) و (غلق الأبواب) ، ثم التحسب لإمكان انفضاح أمر الغواية بمكيدة (جنونية !!) ..
*ثم إن العقل هذا ذاته هو الذي يجعل المرأة تحرص على أن تخلو سجلات (حاضرها) من إشارة إلى أن فلاناً قد (شغفها حباً)..
*فأن يقول الرجل متغنياً (قالوا علي شقي ومجنون !!) لا يسبب له مشكلة بما أن بمقدوره الإرتباط بأخرى في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يحدث ..
*أما المرأة فإن بلوغها حد (الجنون) جراء حبها رجلاً ما – دون أن تتزوجه – هو بمثابة حكم بالإعدام (التستتي !!) على نفسها..
*أي أن من الصعب عليها العثور على شريك حياة وهي تجاهر بـ(جنون) عشقها لرجل بعينه …
*وللسبب هذا فإن المرأة (أعقل !!) من الرجل ولو كان فيلسوفاً لا يقوم بناؤه الفلسفي إلا على أساسٍ مادته (العقل !!)..
*ولا ندري إن كانت كلمتنا هذه ذاتها كتبناها بتأثير من (العقل) أم (الجنون) دون أن نغضب لو وُصفنا بالمفردة الثانية بعيداً عن الذي أذهب عقل ابن الملوح ..
* فالجنون بسبب إمرأة هو (إبداع !!) لا يقدر عليه كاتب هذه السطور ..
*ولا يقدر عليه أي رجل (عاقل) آخر في زمان الإنقاذ هذا !!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة