عبد اللطيف البوني

الشيطان لا سقف له


[JUSTIFY]
الشيطان لا سقف له

رمية :–
أن يختلف أعضاء الحزب الواحد في شأن من الشؤون أمر عادي لا بل صحي إلا لما كانت هناك هيئة قيادية أو مكتب قيادي أو مؤتمر عام فهذه المؤسسات الحزبية الغرض منها مناقشة كافة الأمور لدرجة سلخ جلد الناموسة وينتهي النقاش الحامي بالوصول إلى رؤية موحدة حتى ولو كان ذلك بالتصويت وبعد ذلك يصبح القرار ملزماً للكافة وعلى الجميع تبني وجهة النظر التي تدافع عنه ولأي حزب آلياته التي تحقق الانضباط داخله.
العصاية :–
أحزابنا في السودان ما شاء الله عليها هي نسيجة وحدها فلا تعرف ما ذهبنا إليه في الرمية أعلاها لذلك نراها في حالة تشقق دائما منذ نشأتها إلى يوم الناس هذا وإن كان في الآونة الأخيرة قد زادت معدلات الانشطار فالحركة الإسلامية أصبحت ست حركات وحزب الأمة اصبح ستة أمات أما الاتحادي فيصعب حصر أعداده وهكذا الشيوعي والبعث وحق وغير الحق ذلك ببساطة لأن الخلاف ليس اختلاف وجهات نظر في قضية من القضايا إنما خلاف حول منافع ذاتية، أي مكاسب خاصة فالمصالح الخاصة هي التي تسير دولاب الحزب لذلك حدثت الانقسامات وتأبدت-هذه من تأبيد- القيادات فلا الاحزاب احزاب ولا الحزبيون حزبيين انما مصلحة ذاتية بس
لو القينا نظرة خاطفة على الحزب الحاكم فبالاضافة للانشقاقات التي حلت به هناك الخلاف الذي افضل منه الانشقاق كالذي يجري في ولاية شمال دار فور بين محمد عثمان يوسف كبر والي الولاية وموسى هلال المستشار بديوان الحكم الاتحادي ذلك الخلاف الذي وصل مرحلة الذخيرة الحية واستفراد الثاني بمحلية قريضة والمركز يتفرج ومن الغرب نتحول إلى الشرق حيث نشهد فصول مسرحية خلاف خطيرة بين الوالي / محمد طاهر ايلا ومحمد طاهر حسين الذي كان نائبا لرئيس المجلس التشريعي فالخلاف بينهما وصل مرحلة تسيير المظاهرات والتراشق بالحجارة والكلمات النابئة وجمع التوقيعات وفي طريقه للخروج من دائرة الحزب إلى مرحلة التحالفات والتحالفات المضادة فطالما حسين رؤس ايلا كعدو اول فانه سوف يستعين بأي قوى في الارض للقضاء عليه ولسان حاله (ضد ايلا سوف اتحالف مع الشيطان) وشيطان السياسة بحر لا ساحل له وسماؤه لا سقف لها واسلحته لا رحمة لها وادواته لا حصر لها وحدوده لا نهاية لها فاذا ما تحرك ذلك الشيطان سوف يبحث الناس بحثا عن خلاف ايلا/ حسين لأن ذلك الصراع سوف يتوارى في صراع اكبر من الرجلين ومن حزبهما ومن ولايتهما لا بل أكبر من كل امكانيات السودان وفي مأساة دار فور التي بدأت بين مزارع وراع في قرضاية اصدق شاهد على ما ذكرنا.
كسرة :–
لسنا في حاجة للقول إن شرق السودان يقع ضمن خارطة السودانات المتوقعة لا بل هو المرشح بعد الغرب مباشرة عليه يجب على الحزب الحاكم أن يتحمل مسؤليته في تلك الولاية فالرجلان من صناعته اذ لم يأتياه من حزب آخر والرجلان اصبحا من اقطابه مع الفارق- وحتما أن احدهما مخطئ أو على الاقل اكثر خطأ من الآخر ولكن قل لي يا صاح اذا كان الحزب هو المخطئ الاساسي باعتماده على آلية الدولة واتكاله على منسأتها فكيف يحكم بين المخطئين فيه ؟

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]