تصريحات الشفيع.. اللهث خلف المعتقل
ليس تحريضاً مني ضد أحد، بل أتمنى أن لا يتعرض الدكتور الشفيع خضر للاعتقال، لا لشيء سوى أن المصلحة العامة واستعادة الجو العام المعافى يجعل من الأفضل في هذه المرحلة أن يتم تجاوز كل ما يمكن تجاوزه من هفوات و(لغو) سياسي غير مسؤول.
لكن وبصراحة، فإن تصريحات القيادي بالحزب الشيوعي الدكتور الشفيع خضر للشرق الأوسط ومطالبته بفرض حظر الطيران في مناطق الحرب تضع الرجل في مأزق سيادي ودستوري وقانوني.. مأزق كرامة وعدم احترام منه لسيادة الدولة ولفكره السياسي وخبرته وشعاراته النضالية والتحررية قبل كل شيء.
إذ لا يمكن أن يتخيل الشفيع خضر أن دولة محترمة يمكن أن تسمح بمثل هذا النوع من التصريحات غير المسؤولة والتي لا أعتقد أن الدكتور الشفيع خضر بكل خبرته ودرايته السياسية والقانونية والدستورية لا يعرف خطورة مثل هذه التصريحات التي لم تلامس فقط الخطوط السيادية الحمراء، بل حطت رحالها بارتياح على الخط الأحمر..
ما يحيرني هو أن استعانة الحزب الشيوعي بالغرب وأمريكا ومناداته بالتدخل الأجنبي لم تكن سطورها موجودة في لوح الحزب الشيوعي الفكري أو السياسي في نسخته الأصلية والذي من المفترض نظرياً أنه أكبر وأهم الأحزاب المعادية لأمريكا ويطلق عليها الإمبريالية التي هي وليدة الرأسمالية، بل هي أعلى مراحل الرأسمالية كما يقول ( فلاديمير لينين) قائد الحزب البلشفي والثورة البلشفية، ومؤسس المذهب اللينيني السياسي.
ما بين الحزب الشيوعي وبين النظام الدولي الرأسمالي الغربي بمنظماته الدينية اليهودية تقاطع حاسم ونهائي تأريخياً ومبدئياً..
لكن يبدو أنه وفي عرف الشيوعية الجديدة في السودان كل شيء يهون في سبيل إسقاط النظام وهذا يعني أنها أصبحت شيوعية ميكافيلية الغاية فيها تبرر الوسيلة.
وحتى نكون أكثر دقة، فإن تصريحات الشفيع خضر بالنسبة لي ليست سوى محاولة لتسجيل حضور صاخب في واجهة الساحة السياسية مثل الحضور الذي سجله الإمام الصادق المهدي باعتقاله.. لكنه اختار طريقاً مدمراً وارتدى حزاماً ناسفاً يستوجب منه الاعتذار السريع للشعب السوداني وللقوات المسلحة وللعلم السوداني.
الشيوعي وجد نفسه بعيداً عن أضواء المرحلة وأراد أن يفعل أي شيء يجعل إحدى قياداته داخل السجن حتى يقتات من زاد النضال المفتعل..
أرجو أن تهمل السلطات تصريحات الشفيع خضر وكأن شيئا لم يكن، فالهدف هو الوصول إلى المعتقل والهدف هو إفشال المرحلة بالكامل..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.