توصيات مؤتمر الإعلام ..
لا أخفي أبدا مشاعر الرضا والغبطة والسرور من قيام المؤتمر القومي الثاني لقضايا الإعلام في الفترة من 9 إلى 25 يونيو … وأجد نفسي ملزما بتثمين جهود القائمين على المؤتمر والمخططين والمنفذين له بدءا من البروف غندور مساعد رئيس الجمهورية ووزير الإعلام د. أحمد بلال ووزير الدولة الشاب المتألق المتوازن ياسر يوسف إلى أقل الموظفين مسامهة في المؤتمر … فعلا لقد أحسست أن الدولة تحترم الإعلام والإعلاميين وتتيح لهم الفرصة كاملة للحديث عن مهنتهم ومستقبلها.
في ذات الوقت لدي “خوف قديم” أن الحكومة ترغب باستمرار في تحميل أوزار الفشل لآحاد الصحفيين خاصة في قضايا تطوير الصحافة وتعزيز المهنية وتوسيع هامش الحريات … هذا الأمر عندي مرفوض تماما … وأردد هذا المثال في تفنيده … إذا قدر الله تدهورا في مجال الصحة والكادر الطبي في السودان هل يجوز أن تقول الحكومة إن الأطباء السودانيين يتحملون مسئولية تدهور الطب؟! أين إذا دور وزارة الصحة؟ البرلمان ؟ ومجلس الوزراء؟ أين دور المجلس الطبي؟ أين دور مجلس التخصصات الطبية؟ الجامعات والمعامل والمختبرات والمستشفيات؟ أين دور اتحاد الأطباء؟ أين دور الحكومة التي انتخبها الشعب وحملها المسئولية وفوضها لاتخاذ القرار؟!
فرحتي وغبطتي بالمؤتمر وتوصياته الرائعة تعكر صفوها الإسطوانة القديمة المشروخة ولعبة التلاوم (blame game) بين الحكومة والصحفيين … الصحفيون يتهمون الحكومة بسلب الحريات الصحفية والحكومة تتعلل بعدم مهنية الصحفيين وأخطائهم في الممارسة … وتعتبر ذلك عذرا مقبولا ثم تغلق الملف وتبرر كل شيء بهذه “الشماعة”؟!
يصبح الحديث بعد ذلك عن دور وزارة الإعلام غير مهم لأن التطور الحديث يقضي بحلها .. ويصبح الحديث عن دور مجلس الصحافة غير مهم لوجود خلاف بين المجلس والاتحاد حول أيلولة السجل الصحفي.
ثم يتم إختزال دور المجلس في استعادة السجل … ويتم إختزال دور الاتحاد في الدفاع عن حقه في السجل..!
… ومعركة إنصرافية ومساجلة قلمية “فضائحية” بين صحفي وصحفي … وحديث عن إنحطاط الصحفيين … تشعر أن الدولة مرتاحة وسعيدة ومبتسمة وتردد: “ياهو دا مستواكم … انتو السبب … نحن ما السبب!”
تشعر أن الدولة راغبة في هذا الانحطاط لأنه يعفيها من تحمل المسئولية … وهيهات أن يعفيها فالحساب عند الله بالقسطاس المستقيم ..!
نتمنى أن يكون الحديث بعد هذا المؤتمر عن شيء واحد وبند واحد .. وهو تنفيذ توصيات المؤتمر … وفي هذا الصدد نحن جاهزون للكتابة عن المؤتمر إلى ما لا نهاية … جاهزون جاهزون ..!
أما العودة للمربع الأول فهذا يعني أن المؤتمر … لم يقم من الأساس والله المستعان ..!
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني