مصطفى أبو العزائم

اللهم إمسكهم عّنا

[JUSTIFY]
اللهم إمسكهم عّنا

من فضائل هذا الشهر الكريم ـ شهر رمضان المعظم ـ والذي يبدأ المسلمون صيام نهاره وقيام ليله في كل أرجاء المعمورة إعتباراً من اليوم، من فضائله العديدة أن الشياطين فيه تصفّد، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

ونسأل الله العلي القدير أن يمسك عنا شياطين الأنس مثلما أمسك عنا شياطين الجن في هذا الشهر الكريم، وهم يمشون بيننا بالأحقاد والحسد والنميمة ومحاولة إفشال كل ما هو ناجح أو قائم نتيجة جهل وتخبط وحسد، لذلك نرى أن كل مشروعاتنا الجامعة، تواجه المصاعب والعثرات والحواجز، وقد يكون السبب في ذلك نفث الشياطين في الآذان.. ونقل ما يقولون به على القلوب، أولا تجري الشياطين مجرى الدم من ابن آدم«؟».

شياطين الأنس الذين هم بيننا ومعنا، هم أصل الصراع بين الخير والشر، هم الذين يبذرون بذرة الفساد والبغضاء والشحناء والضغائن والفرقة والشتات حتى يعيشوا تحت ظلالها، لكنهم في نهاية الأمر سيجنون ثمار ما زرعوا، ويحصدون أُكُلَ ما بذروا.

وشياطين الأنس أقوى وأقدر من شياطين الجن في القدرات البلاغية والبيانية، لذلك قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الإسراء: «قل لئن إجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً» صدق الله العظيم.

بينما نجد أن شياطين الجن هم الأقدر قوة وبأساً وشدة ولا يملكون فصاحة الأنس، لذلك قال الله تعالى في سورة الرحمن: «يا معشر الجن والأنس إن أستطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فأنفذوا.. لا تنفذون إلا بسلطان» صدق الله العظيم.

ولكل منا شياطينه التي تحوم حوله، وربما كان هو نفسه شيطاناً لغيره، ونسأل الله ونحن في بداية هذا الشهر العظيم أن يخلص أنفسنا من كل صفة ذميمة تضعنا في مصاف الشياطين، وأن يبعد عنا كل من أراد بنا ضراً، وأن يكفنا شر كل من أراد بنا شراً وأن يجعل كيده في نحره، وأن يبعده عن طريقنا، وأن يغفر لنا سيئات اعمالنا إنه حميد مجيب.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]