صلاح الدين عووضة

شعيرية !!

[JUSTIFY]
شعيرية !!

*أعجب لمن يسودون مساحاتٍ صحفية أو يملأون فضاءات أثيرية بكلام كثير تحت مسمى (التحليل)..
*ونعني بالتحليل هنا التحليل السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي لقضايانا الداخلية..
*فهي أصلاً ليست قضايا قابلة لمنهج التحليل العلمي الرصين كيما تحتاج إلى كل (قومة النفس) هذه ..
*ليست قضايا تخضع للمنطق والعقل و (التفلسف) كقضايا غيرنا من أهل الأرض أجمعين..
*ليست قضايا واقعية إلا بمقدار فهم (واقعية) حادثة إبن منطقتنا ياسين (العوير) في مناسبة فرحٍ ليلية..
*فياسين هذا كان قد جعل الشعيرية (أول) – وليس (آخر) – ما يُؤكل فور أن وُضعت صينية الطعام أمام النفر الذين يجالسهم ..
*وما أن حشر الملعقة في فمه حتى انتفض طائفاً حول الجالسين عدة مرات قبل أن ينطلق نحو جوف الظلام كما السهم دون رجعة..
*وطفق (المثقفاتية) من الشباب يتدارسون – بجدية شديدة – أمر ياسين هذا بقية ليلتهم تلك ..
*فمنهم من قال إن سخونة الشعيرية – التي كانت (من نارها) – هي السبب..
*ومنهم من قال بل إن تذكره لأمه – وقد حرمها المرض من الشعيرية التي تحبها – هو السبب..
*ومنهم من قال لا هذا ولا ذاك وإنما هو تصرف يتسق مع (عوارة) ياسين دونما حاجة إلى سبب..
*وكان (تحليلاً!!) إجتماعياً ونفسياً وغذائياً من العيار الثقيل ..
*تماماً مثلما يُرهق بعض زملائنا أنفسهم بتحليلات لقضايا عبثية غير ذات أسباب عقلانية..
*و(المحلل) السياسي حسن مكي سبق أن قال أن الإنقاذ صارت مثل التنين الذي ليس لديه رأس..
*ولو كانت القرارات تصدر من الرأس – لا القلب – لما احتاجت الخارجية إلى (تصويبات!!) يومية على سبيل المثال ..
*ولما احتاجت قضية أبرار إلى (توضيحات) كل لحظة من الجهة هذه أو تلك..
*ولما احتاجت (الوثبة!!) إلى (شروحات) متتالية أشبه بـ(فقلت محمد بن يزيد منهم فقالوا الآن زدتهمو جهالة) ..
*ولما احتاج مصطفى إسماعيل إلى تعداد أسباب هروب المستثمرين و(عوير) بلدتنا- (بتاع الشعيرية) – يعرف أن من الإسباب هذه الرشى والبروقراطية والأتاوات..
*ولما مُنحت لبنى أحمد حسين فرصة ذهبية لتجني من وراء (بنطالها) الذهب..
*فكثير من أصحاب القرار – في زماننا هذا – يتصرفون بعقلية (إتحادات الطلبة!!) ما زالوا ..
*وعقلية مثل هذه يصعب (تحليل) قراراتها وفقاً لحسابات المنطق..
*لا المنطق الأرسطي ، ولا الرمزي ، ولا الرياضي …
*ولا – بالضرورة – منطق التحليل الصحفي …
*وذات مساء قابلت (محللاً) متوجهاً نحو فضائيةٍ ما للمشاركة في (تحليل) قضية ذات جدل..
*فلما سألته عما يمكن أن يقوله إزاء (جليطةٍ) مثل هذه أجاب ضاحكاً : (والله أنا ذاتي ماعارف أقول شنو ؟!) ..
*وازددت أنا حيرةً حين علمت منه أن الفضائية المذكورة لا تمنح المحلل (حق الأتعاب) وتكبد مشاق الذهاب إليها (ليلاً) ..
*إذاً فلتمنحه – على الأقل – (شعيرية ساخنة !!!!) .
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة