جمال علي حسن

تهريب السلاح الإيراني.. يعود للسطح


[JUSTIFY]
تهريب السلاح الإيراني.. يعود للسطح

التقرير الذي سربته الأمم المتحدة أمس حول ما توصلت إليه لجنة الخبراء الخاصة بخرق إيران لحظر الأسلحة المفروض عليها، هذا التقرير أعاد فتح ملف الاتهامات للسودان بأنه يقوم بتمرير الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة ومناطق أخرى في أفريقيا.
الآن وتحديداً في هذا التوقيت ليس من المصلحة أن تعتمد الحكومة السودانية على (جلدها التخين) والذي تعودت أن تستقبل عليه كل الاتهامات الدولية بعد أن ماتت شعيراته الحساسة وصار قادراً على امتصاص الاتهامات والضربات وتركها للزمن.
دول العالم الآن لم تعد تهمل أية إشارة سالبة من المؤسسات الدولية أو تضرب (الطناش)، كما أن عدم القدرة على الدفاع عن النفس في المحافل الدولية ليس عذراً أو مبرراً أو مخرجاً مقبولا، وإيران نفسها التي أحرق طلاب الخميني فيها السفارة الأمريكية أيام الثورة على الشاه وظلت تعلن تحديها للعالم وبكل ما لديها من إمكانيات ونفط اكتشفت مؤخراً أن عليها أن تبحث عن مدخل ومقعد آمن لها يخرجها من العزلة الكبيرة المفروضة عليها.
وفي اعتقادي أن الإنقاذ التي لم تحسن إدارة شأنها مع العالم في سنواتها الأولى ولم تكن تحسب بخيال صحيح أبعاد خطواتها وأقوالها وتصريحاتها، تدفع الآن ثمن انطباع كونته هي عن نفسها في مرحلة الإعلام المعادي للعالم في سنوات الإنقاذ الأولى.
الثمن الباهظ بلاشك وجعل نظام الإنقاذ مدرجاً في كل قوائم الإدانة الدولية، ثم وبعد عودة الوعي للإنقاذ وإعادتها النظر في سياساتها وخطابها الخارجي في مرحلة من المراحل، لم تكن الدبلوماسية السودانية بالمستوى المؤهل لإنجاز الاختراقات المطلوبة، كما أنها لم تكن مثابرة على تبني الخط الجديد بشكل صارم؛ أو فلنقل إنها تحاول لكن التحدي أكبر والانطباع الدولي الراسخ كان أعمق وسرطان سوء الظن حول خطاب الإنقاذ الجديد وخطواتها العملية الجادة تجاه العالم كان قد استشرى وعم الجسد.
نحتاج لجهد كبير واستراتيجية مدروسة لمعالجة هذه الأزمة النفسية من العالم تجاه السودان.
لا يمكن أن نكون بنظر العالم في هذه الخانة وهذا الدور الذي فصله لنا تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والتي صورت السودان كدولة مرور ومهربة لسلاح إيران المحظور..
على الدبلوماسية الخارجية للسودان أن تقول كلمتها بوضوح وتعلن موقفها من اتهامات التقرير وتعلن عن معلوماتها عن شحنة السلاح المعنية ووجهتها..
نقول هذا لأن الاتهام بتمرير السلاح الإيراني بشكل عام ليس أمراً جيِّداً فهو ذلك السلاح الموجه ضد أطفال سوريا والعراق والمتآمر على الهوية العربية وهو سلاح طائفي..
يجب أن يفهموا ويفهم الجميع أنه لا علاقة للسودان بهذه الملفات.
الاعتماد على (الجلد التخين) وثقافة (الكلب ينبح والجمل ماشي) ليست هي السياسة الصحيحة في التعامل مع سمعتنا الخارجية.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي