اهلا بعودة الغائب
عندما غادرنا شهر رمضان في السنة الماضية كتبت قائلا في وداعه ايها الشهر المبارك الكريم اسمح لي أن اودعك ببيت شعر من الغناء السوداني يقول 0غيب وتعال تلقا نحن يانا نحن لا غيرتنا ظروف ولاهزتنا محنة 0 وهذا المقطع للفنان الراحل هاشم ميرغني فهاهو رمضان غاب عنا عاما هجريا كاملا ثم عاد ولكن هل وجدنا نحن كما تركنا ؟ هل تم تغيير ظروفنا وتغيرنا معها ؟ هل لم تهزنا محنة ؟
بين يدى هذا المقال لا مجال هنا للطرق الذاتي للمواضيع انما الكلام كله موضوعي فنحن ليس المقصود بها كاتب المقال او اسرته الصغيرة او حتى دائرة تحركه انما المقصود بنحن كل السودانيين من حلفا الى كاودا ومن بورتسودان الى الجنينة لا بل يمكن نضيف السودان الجديد لنقول من حلفا إلى نمولي كما نقول قبل انفصال الجنوب
اها ياجماعة الخير بعد اتفاقنا على أن شهر رمضان شهر كريم شرعه الله لحكمة يعلمها هو وقد ندرك جزءا منها بعقولنا المحدودة فهل وجدنا رمضان كما تركنا ؟ بعبارة اخرى كيف كانت حالتنا عندما تركنا في العام الماضي وكيف هي الآن وهو يعود الينا متأبطا بركاته ؟ للاجابة على هذا السؤال لابد من أن نتفق على معايير يمكن أن نقيس بها اوضاعنا ثم بعد المعايرة نصدر حكمنا ولكننا في هذه العجالة دعونا نكتفي بنظرة خاطفة لأحوالنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونقارن بين حاضرها وماضيها الذي عمره اثنى عشر شهرا هجريا ثم نصدر حكمنا.
من ناحية اقتصادية لا نحتاج لكثير جهد لإثبات انا تدحرجنا إلى الخلف وبصورة اشبه بالوثبة منها إلى الحركة العادية فكانت وثبة ورا عوضا عن حركة ورا فجنيهنا السوداني اصابه الهزال لدرجة غير متصورة وما زال يواصل هزاله فأصاب الجيوب بسخانة لا قبل لها بها إن الغلاء اصبح بلدوزرا يسكح حتى قيمنا الاخلاقية والمشكلة انه لا يلوح في الافق ما يشيء بأن جنيهنا يمكن أن يتعافى قريبا فليست هناك مشاريع تنموية سوف تؤتي اكلها قريبا وليس هناك سياسة اصلاحية يجري تطبيقها لما هو قائم من مشاريع ولم يبق لنا الا التضرع للمولى عز وجل وببركة هذا الشهر الكريم أن يمن على الجنيه السوداني بما يعيد عليه بعض عافيته التي افتقدها بمتوالية هندسية
اما اذا القينا نظرة على اوضاعنا السياسية فالحال من بعضه الاستقطاب على اشده حكومة مرهقة ومعارضة مرهقة ويحكم العلاقة بينهما توازن الضعف عدة مبادرات قد حدثت لازالة الحواجز التي صنعت الاستقطاب لكي تنداح الدوائر بين الحاكمين والمعارضين ولكنها وئدت في مهدها ويكفي أن الحوار الوطني والذي راهن عليه البعض كاد أن يتوارى قبل أن يبدأ فاللهم ببركة هذا الشهر الكريم نسألك أن تهدي سر كل السياسيين في بلادنا الحاكمين والمعارضين والحاملين السلاح والحاملين الورود إن كان هناك من يحمل وردا
حاصل الجمع بين حالتنا الاقتصادية والاجتماعية انعكس على اوضاعنا الاجتماعية والامنية والدبلوماسية وكل اوجه حياتنا وليس امامنا من مخرج الا السلام ,,, السلام ضحينا من اجله بالوحدة ولم ندركه فاللهم ببركة هذا الشهر الكريم قرب السلام الينا وانزله على بلادنا سلاما لا يغادر ازمة الا وازالها سلاما يجعلنا نودع رمضان قائلين غيب وتعال تلقانا نحن يانا نحن لاغيرتنا ظروف ولاهزتنا محنة.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]