الطاهر ساتي

مع المحس .. مواجع وحرائق..!!


[JUSTIFY]
مع المحس .. مواجع وحرائق..!!

:: العقيد أحمد أبوزيد، معتمد محلية دلقو بالشمالية، يُشيد بقوات الدفاع المدني التي سيطرت على حرائق (جزيرة نارنارتي)..نعم سيطرت قوات الدفاع المدني على حرائق هذه (الجزيرة المهمشة)، كما حال كل مناطق المحس.. مناطق بلاكهرباء وبلا مياه نقية، ومشافيها بلا أطباء، ومدارسها بالعون الذاتي.. وسيطرة قوات الدفاع المدني على حرائق نخيل نارنارتي تعني أن خسائر الحرائق لم تمتد إلى جزائر السودان الآخرى ولا (الدول المجاورة )، بل إكتفت بحرق ثمانية ألاف نخلة وأسقف المنازل وكذلك المحاصيل والمواشي..هكذا خسائر الأهل بجزيرة نارنارتي، ومع ذلك هناك من يصف جهد الدفاع المدني بالسيطرة..وليس في الأمر عجب، إذ محامياً في قديم الزمان إبتسم عندما حكمت المحكمة على موكله بالإعدام، وعندما غضب المدان على الإبتسامة وصاح، خاطبه المحامي مبرراً : ( يازول أسكت، والله لو ما أنا القاضي ده كان قطعتك حتة حتة)، وهكذا تقريباً حال الدفاع المدني أمام حرائق نخيل المحس.. لايختلف كثيراً عن حال هذا المحامي، ومع ذلك يجد الإشادة الرسمية..!!

** وهذه ليست حادثة الحريق الأولى لنخيل المحس، ولا الخمسين، بل أكثر..وتكاد تكون بمعدل حرائق كل (أربعة أشهر)، وهذا ما يثير الشك والريبة وعلامات الإستفهام..والمحزن، لاتتحسب السلطات للحرائق رغم تكرارها ولا تبحث عن الأسباب والحلول..ثم الأدهى والأمر، لم تجر السلطات – مركزية أو ولائية – بحثاً أو دراسة تقي النخيل من مخاطر الحرائق ثم تساهم في تطويرها.. وبالمناسبة، قبل عقدين، عندما اجتاح الفيضان مناطق دنقلا، استنفر أبناء دنقلا بالخليج أنفسهم لإغاثة أهلهم..لا أذكر حجم الإغاثة، ولكن لن تنسى الذاكرة أن حاويات الإغاثة تحركت من بورتسودان ولم تصل (المناطق المنكوبة)..(فص ملح وذاب) ما بين بورتسودان ودنقلا..وعندما تساءلت الصحف عن مصير حاويات الإغاثة، قالت حكومة الشمالية : (بعناها وأسسنا بقيمتها مركز لتطوير النخيل بالدامر)..!!

:: وعليه، حسب زعهمم، هناك مركز لتطوير النخيل بالدامر، تأسس من حقوق المنكوبين بالفيضان..وبالخرطوم كيان هلامي – شبه رسمي – مناط به مهام تطوير النخيل أيضا..مركز الدامر لم يرد ذكره منذ عام بيع الإغاثة، وربما يعمل في الخفاء عملا آخر غير تطوير الخيل ..أما جمعية تطوير النخيل بالخرطوم، فهي تصدر مجلة شهرية وتوزعها للصحفيين فقط، وكذلك تنظم مهرجاناً للرقص والطرب بقاعة الصداقة، أي وكأنها جمعية تأسست لتثقيف الصحفيين وتطريب رواد قاعة الصداقة..ولأن الحدث اليوم بالشمالية هو حرائق النخيل بجزيرة نانارتي، نأمل من سادة مركز الدامر وجمعية الخرطوم زيارة هذه الجزيرة..ليس للتفقد والمواساة، بل ليعرفوا أن النخيل المراد تطويرها – وحمايتها من الحرائق – مزروعة بالشمالية وليست في (قاعة الصداقة)..!!

:: فالنخيل هناك بحاجة إلى جهات علمية ومسؤولة تساهم في (الرعاية والتطوير)، أوكما تفعل مراكز الأبحاث باالدول التي لا تؤسس مثل هذه الكيانات – للمأكلة – بالصدفة كما حال مركز الدامر، أو للوجاهة الاجتماعية كما حال السادة بجمعية تطوير النخيل بالخرطوم ..ثم الحرائق التي قضت على أكثر من (8000 نخلة) بجزيرة نارنارتي، هي المائة تقريبا خلال الخمس سنوات الأخيرة، وجملة خسائر الحرائق النخيل بمناطق المحس تجاوزت (50 ألف نخلة)..وكالعادة، عند كل حريق، تصل عربات الإطفاء منطقة الحرائق بعد أن تبلغ الخسائر منتهاها..ثم تصدر السلطات الحكومية أسطوانتها المشروخة : ( نجحنا في السيطرة على الوضع)..والمريب في الأمر، أن كل حرائق النخيل بمناطق المحس قيدت بلاغاتها ضد المجهول..ما الذي يحدث بأرض المحس؟، لماذا الحرائق في الخمس سنوات الأخيرة؟، ولماذا حرمان أهلها من الكهرباء؟، ولماذا بؤس الخدمات؟..هل هي سياسة الأرض المحروقة المراد بها تفريغ الأرض من سكانها، أم هي سياسة الإنتقام لرفضهم سد كجبار؟.. و..يتواصل سرد المواجع..!!

[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]