الطاهر ساتي

اليكم :مقدمات لتفاصيل ب..« طرفكم » …!!


[ALIGN=JUSTIFY]في دولة تشاد منذ السبت الفائت اذا مر بك شرطي وانت تستمتع باحدى روائع محمد وردي – مثلا – فهذا يعني انه ضبطك متلبساً في جريمة ، ويقتادك الي أقرب مخفر لتجازى بالسجن أو الغرامة .. وكذلك اذا شاهدك شرطي هناك وأنت تشتري أو تبيع ألبوما لأي فنان سوداني – حتى ولو …. – فهذا يعني بأنك تأتي بفعل أخطر من بيع وشراء الأفيون والهيروين .. أما اذا حدثتك نفسك باحياء حفل زفافك بمطرب سوداني ، فهذا يعد بمثابة تهديد لأمن الدولة التشادية ، وربما يذهبون بك الي مشانقهم .. هكذا حال الغبائن الرسمية هناك ، تجاوزت خصومتها مع السودان الدبلوماسية والسياسة والعسكر وتسلطت حتى على مشاعر الشعب التشادي وماتحبه من غناء .. تلك توجيهات وقرارات غبائن النظام التشادي للشعب هناك ، و ماهي الا نموذج من نماذج غبائن أنظمة العالم الثالث – والأخير – حين تفجر – وتتفجر- في كراهية بعضها .. وان كانت الكراهية في السياسة الحديثة تخلفا ، فان أنظمة هذا العالم الثالث متخلفة حتى بحيث لا تعرف كيف تكره النظام المعادي لها دون المساس بمصالح – ومشاعر – شعبها .. وما أسوأ أن تعيش مواطنا تحت رحمة حكومة تحرمك مما ترغب وتحب ، لتؤكد كراهيتها لحكومة اخرى .. و كما قلت نظام ديبي نموذج .. وطوبى لشعوب العالم الثالث ال …« المضطهدة » ..!!
«2»
?? في هذا السودان غاية حلمنا هي أن يبدع كل مسؤول في دائرة ما عليه من مهام ، ويتقن آداء تلك المهام فقط لاغير .. من في الزراعة يزرع فقط ولا يزاحم من في الصناعة في صناعته .. ومن في المواقع التشريعية يشرع فقط ثم ينظر كما يشاء ، دون أن يزاحم من في المواقع التنفيذية فيما ينفذونه.. وكذلك المكلف بالعمل السياسي المباشر يجتهد في نشر وتنفيذ ثقافة الدبلوماسية المعروفة للناس ، وعليه ألا تحدثه نفسه – وكذلك لايتحدث في الصحف – بالخطط الأمنية والعسكرية ، هذه وتلك لها مؤسسات وقيادة وناطقون رسميون .. يا عالم باختصار يجب الا يختلط حابل المهام ومناصبها وقياداتها وتصريحاتها بنابل المهام ومناصبها وقياداتها وتصريحاتها ، ليست خيوطا ولكن بحارا وجبالا تفصل هذه عن تلك .. بالله عليكم فليملأ كل عقل وجهد ثغرته فقط .. وهذا ليس بعسير لو نزع البعض من نفوسهم « خلط الكيمان » و« الشلاقة » ، والثانية أصبحت من موبقات هذه المرحلة بحيث تشمئز منها النفوس والآذان والأبصار .. صار مشهدا مألوفا كأن يتجلى رئيس أي محلية في الحديث عن العلاقات السودانية البلجيكية – مثلا – وسبل تطويرها ، بيد أن في شوارع محليته النفايات تشمخ كالجبال لعدم وجود عربة النفايات ، أو غياب سائقها بعذر تشريفه لجاره بمناسبة « طهور أولاده » .. !!
«3»
?? كان هناك شبه اجماع بأن عدة القوة التي هاجمت أم درمان أكبر من مقدرة خليل ابراهيم ، وكذلك عتادها أكبر من امكانيات حكومة تشاد .. العدة والعتاد فقط ، ناهيك عن التخطيط .. هكذا كان يحلل الرأي العام وكل المحللين المختصين .. وها هي الحكومة – على لسان وزير الدفاع الوطني – تؤكد صدق التحليل وتكشف تلميحا لا تصريحا عن جهة ثالثة – أسمتها بجهات دولية – هى التي تقف تمويلا وتخطيطا وراء ذاك الهجوم الساذج ، وهذا يعني بأن حركة خليل ونظام تشاد ما هما الا مخلبين لقط دولي لم يعرفه الرأي العام ، ولكن بالتأكيد قد عرفته الحكومة ولن تسميها لظروف تقدرها هي ول « حاجات تانية حامياها » .. وليس مهما اسم القط الدولى الذي كاد أن ينهش لحم ام درمان والسودان بمخلبيه « خليل وديبي » ، ولكن المهم لماذا .. وماذا يريد ..؟.. والاجابة معروفة .. ولهذا مع دعوتنا للحكومة بمواصلة السير في حل أزمة دارفور سياسيا وسريعا ، تأتي دعوتنا أيضا للقوى السياسية بأن تنتبه وتتفق على ثوابت وطنية تثبت الوطن أولا ثم تحمي الشعب من التشرذم .. فالجهات الدولية لن تنجح في تمرير أجندتها ما لم تجد ثغوراً لم تسدها ..« الثوابت الوطنية » ..!!

إليكم – الصحافة – الاحد 18 مايو 2008م،العدد 5356
tahersati@hotmail.com

[/ALIGN]