يا “كوندوم” القضارف

حديث غريب ومليئ بالمغالطات أطلقه وزير الصحة بولاية القضارف خلال ملتقى إعلامي لمناقشة قضايا الإيدز..

العنوان البارز في تصريح الوزير هو أنهم يقومون بتوزيع الواقي الذكري وسط الشباب لتقليل نسبة الأيدز في الولاية..

نحن على قناعة بأن توفير الواقي الذكري وجعله متاحاً يساعد كثيراً في منع انتشار وانتقال مرض الأيدز ولكننا على قناعة أيضاً بأن هذا الأمر لا يجب أن يتم بالطريقة التي وردت على لسان الوزير بأنهم يقومون بتوزيعه على الشباب.. فهذه الطريقة هي التي تتسبب في تهييج وتنشيط الحملة المتطرفة التي يتبناها أمثال النائب حسب الرسول ومن تبعه وشابه أفكاره..

وزير الصحة بالقضارف إما أنه يجهل خطورة التصريح والبعد الاستفزازي فيه حين يقال بهذه الطريقة التي وردت في الخبر.. وإما أنه يعرف ذلك لكنه يريد أن يخلق زوبعة إعلامية جديدة حول الواقي الذكري تبرز اسم الوزير بصورة جدلية مثيرة في واجهات الإعلام..

توفير الواقي الذكري يختلف عن توزيع الواقي الذكري.. فهل أنتم تقومون بتوفيره أم بتوزيعه؟، لأن الفرق كبير بين الأمرين..

الشيء الثاني الذي حيرني في تصريح هذا الوزير حديثه أن القانون الدولي لا يسمح بفحص الوافدين..! ولا أدري عن ماذا يتحدث هذا الوزير وكل السودانيين المهاجرين في دول الخليج العربي لا تمنحهم الدولة التي يذهبون إليها إذن الإقامة دون إبراز نتيجة فحص أيدز معتمدة من معامل هم الذين يحددونها بالاسم – وبالمناسبة المعمل القومي المركزي الرسمي في السودان

(ستاك) ليس واحدا من تلك المعامل المعتمدة في الكثير من دول الخليج وهذا موضوع آخر قد نناقشه لاحقاً..

ولكن السؤال لا يزال قائماً للسيد الوزير: هل يعني كلامك عدم وجود أية وسيلة لمنع استيراد الأيدز من دولتي إثيوبيا وأريتريا عبر الحدود المفتوحة وكل الذي تستطيعون فعله هو توزيع الواقي للشباب؟..!!

وكيف تحدثنا عن نسبة منخفضة لدرجة أنكم تقومون بإبادة كميات كبيرة من الأدوية الخاصة بمرض الإيدز سنوياً بسبب انتهاء صلاحيتها ثم تعود وتحذر من المرض لمجاورة الولاية لدولة نسبة المرض والإصابة بها عالية ولا سبيل لفحص الوافدين منها؟..!!

ثم كيف تتحدث عن إبادة أدوية باهظة الثمن توفرها المنظمات الدولية مجاناً؟.. ألا يؤثر هذا التصريح على التزامهم بتوفيرها مجاناً بكمياتها المطلوبة؟.. لماذا تفتقدون الخيال حول معاني وأبعاد تصريحاتكم وآثارها السالبة..؟!!

أعتقد أن منع استيراد مرض الأيدز من أريتريا وإثيوبيا يكون باشتراط إجراء الفحص للقادمين عبر الحدود للإقامة بالسودان.. لا إقامة للمصابين أو غير المفحوصين. أما الواقي الذكري فهناك طرق أفضل لتوفيره وجعله متاحاً بدون تشجيع، كما أن هناك طرقا أفضل للحديث عنه في الإعلام بلغة تناسب واقعنا وخلفيات الموضوع وأزمته السابقة في البرلمان..

شوكة كرامة..

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.