عبد الجليل سليمان

المجاعة كبست

[JUSTIFY]
المجاعة كبست

كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، أن نحو 5 ملايين و300 ألف مواطن سوداني، سيواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي والمجاعة بحلول شهر سبتمبر القادم. وأكد التقرير الأممي الصادر الأسبوع المنصرم فرار العديد من المواطنين من منطقة أم دخن بوسط دارفور، من قراهم إلى دولة تشاد، وهذا ما أكدته منظمة أطباء بلا حدود العاملة في تشاد.

وبناءً عليه، فإن نحواً من (ربع) سكان السودان ستعصف بهم المجاعة بسبب النزاعات الدامية التي أفضت إلى من الفوضى وعدم الاستقرار في الإقليم المأزوم، وهذا بالضبط ما أشار إليه تقرير المكتب الأممي، إذ كشفت عن أن الاشتباكات والصراعات القبلية على الأرض والثروة بين قبيلتي (الرزيقات وبني حسين) في شمال دارفور بدأت تنجم عنه بوادر مجاعة وشيكة.

قبلها بأشهر معدودات أشار تقرير أممي آخر (مجموعة الأزمات الدولية) إلى انتشار مرض الدرن في شرق السودان بسبب الفقر والجوع وغياب الرعاية الصحية الأولية، وأن المواطنين هنالك مهددون بالانقراض جراء لك.

صحيح المجاعة أي مجاعة تكون نتيجة للحروب والكوارث الطبيعية كالجفاف أو الفيضانات والزلازل والبراكين وغيرها، لكنها تكون في الغالب نتيجة حتمية لتفشي الفساد وسوء الإدارة.

وفي حالة السودان تعاضدت وتضافرت الحرب مع سوء الإدارة والفساد ما قد يفضي إلى هلاك مبين بدأت نذره تلوح في الأفق ليس في المنطقتين المشار إليهما في التقريرين سالفي الذكر فحسب، بل حتى في المناطق الحضرية (المدن الكبرى والعاصمة)، إذ تشهد (هذه المدن) ومنذ فترة طويلة، انقطاعات متواصلة في إمدادات المياه والكهرباء، وارتفاع (مهلك ومنهك) في أسعار السلع والخدمات دون أن تقابله زيادة في الأجور والمرتبات و(الدخول) بصورة عامة، كما تشهد المدن تردياً في الخدمات الصحية والتعليمية لا تخطئهما العين وتدن في خدمات المواصلات العامة والاتصالات (الشبكة كعبة، والشبكة طاشة).

بجانب ما ظلت تشير وزارة الصحة بشقيها الاتحادي والولائي إلى أن نسبة مقدرة من الأطفال يعانون سوء التغذية، وما ظلت تكشف عنه تقارير التنمية الاقتصادية المتواترة من (الداخل والخارج) عن نقص ملحوظ في إنتاجية العامل السوداني، ما قد يعرض الاقتصاد (الهش) لمزيد من الانهيارات.

الآن، ليس هنالك من سبيل لوقف المجاعة، فهي قادمة قادمة، خاصة في الريف، وها هي تلقي بظلالها على الأوضاع المعيشية في العاصمة نفسها، فماذا سوف تفعل الحكومة؟ سننتظر ونرى، وإن كنا نعلم جيداً (ما ستقوله) ولن تفعل شيئاً.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي