جمال علي حسن

داعش.. ضِدَّ عدُّوي وضدِّي


[JUSTIFY]
داعش.. ضِدَّ عدُّوي وضدِّي

الحالة السينمائية التي يتقمصها تنظيم (داعش) ليست استنساخا لمنهج تنظيم القاعدة وبقية التنظيمات الإسلامية المتطرفة، برغم أن داعش استلهمت شيئاً من نهج القاعدة لكن بطموحات أكبر من مجرد تنفيذ عمليات انتحارية انتقامية لا تخلو من العبثية غير الهادفة لأكثر من إثبات الوجود كما تفعل القاعدة.

أما داعش فهي أخطر بكثير من تنظيم القاعدة.. أخطر على سمعة الإسلام من جهة وكذلك هي أخطر من القاعدة على استقرار أمن المنطقة بسبب مشروعها التوسعي المعلن واعتمادها أسلوب المواجهة والسيطرة على المناطق التي تنتصر فيها عسكرياً ولا تكتفي بأسلوب حرب العصابات (أضرب وأهرب) فقط بل تبقى مسيطرة على بعض المناطق وتعتبرها أجزاء من خارطتها المفترضة.

الموقف المربك لنا من داعش في العراق أنك تجدها من جهة داعمة للطرف السني في الميدان ومتحالفة مع القوى المعارضة العراقية الوطنية، وهي قوى متنوعة بين بقايا جيش صدام وبعض تنظيمات المعارضة الليبرالية بالإضافة إلى القوى العشائرية، وهذا التحالف التكتيكي يشكل لداعش نوعاً من الحماية والاحتضان بحيث يصعب على العالم تصفية وجودها وهي مختلطة مع تنظيمات وقوى وطنية عراقية أمام مشروع طائفي إقصائي يقوده نظام المالكي بدعم ومساندة من الحرس الثوري الإيراني.. لكنها في نفس الوقت بنهجها التكفيري الإرهابي لا تقل خطورة علينا وعلى سمعة الإسلام من أي عدو بائن..!

اللغز المحير في مواقفنا المطلوبة من داعش أننا نجد أنفسنا من ناحية نناصر معسكر المعارضة العراقية لوقف تمدد مشروع طائفي يستهدف هويتنا العربية والإسلامية وبالتالي فإن داعش هنا تمثل خط دفاع، لكننا وفي نفس الوقت غير متوافقين مع منهجها التكفيري والإرهابي وطريقة فهمها للدين الإسلامي بما يجعلها تسيئ للإسلام وتستبيح العدوان والتعدي على حدود الآخرين، فمشروع داعش لا يتوقف عند حدود إسقاط النظام الطائفي في العراق أو إسقاط النظام الاستبدادي في سوريا بل تقول خارطتها لنا جميعا (بلوا راسكم).

الخطورة في الأمر ستكون في مواجهة أمريكا مع داعش التي لا تعترف بالحدود وتتحرك في المنطقة بخارطة خاصة بها وبالتالي فإن المواجهة معها في مرحلة قادمة ستجعل هناك أربعة أطراف صراع تقتتل في منطقة الشام والخليج العربي وهي الجيوش العربية المدافعة عن حدودها ضد داعش من جهة ثم المعسكر الإيراني الطائفي في العراق والشام وبعض مناصريه في دول الخليج من جهة أخرى ثم طرف ثالث هو داعش نفسها وطرف رابع هو الغرب وأمريكا.

معركة رباعية لن يتنازل فيها طرف للآخر كي يؤدي المهمة بالوكالة عنه لأن كل طرف فيها له تحفظات كبيرة على أجندة الطرف الآخر.. هي للأسف معركة حريق شامل.

في السودان استفزتنا خارطة داعش وفي قطر استفزتهم تصريحات لداعش بأنها ستمنع إقامة كأس العالم في قطر التي تقع ضمن إمارات دولتها الإسلامية وفي السعودية داعش تخطط لإسقاط الدولة ومثل ذلك في بقية دول الخليج..

هي ضد عدوي وضدي في نفس الوقت، ولا خيار لنا غير أن نكون مبدئياً ضدَّها وضد أعدائنا معاً بلا تردد.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي