تحذير الإرصاد.. الضو بكى
رئيس صندوق إعانة المتأثرين من السيول والفيضانات بولاية الخرطوم الأستاذ محمد عبد الله شيخ إدريس سمعته قبل فترة يجيب بيأس شديد وسخرية عن سؤال للأستاذ الطاهر حسن التوم حول إمكانية معالجة أوضاع المتأثرين بالسيول قبل دخول الموسم.. شيخ إدريس قال إن المخرج الوحيد هو أن يحدث تأجيل سماوي للخريف هذا العام..!
هيئة الإرصاد أمس تقطع حبال الأحلام لشيخ إدريس بخبرها التحذيري من هطول أمطار وسيول وفيضانات في موسم خريف هذا العام أعلى من المعدل المعتاد..
شيخ إدريس ليس في يده شيء، فحتى والي الخرطوم نفسه لم يلتزم بدفع الدعم المقرر عليه.. دعك من المانحين، والخريف سيصبح خريفين والضرر ضررين، وحال المتأثرين بالسيول والفيضانات سيكون أسوأ بعد أن يتضاعف حجم الضرر وتتضاعف المعاناة للعام الثاني على التوالي ولا حلول.
وحين يتحدث شيخ إدريس عن أن المعالجات الهندسية لم تتجاوز نسبة الـ(20%)، حتى مطلع يونيو، فإن حديثه هذا مع تحذير الإرصاد أمس يعني أن المواطنين سيتعرضون هذا العام لمخاطر أكبر من مخاطر الخريف السابق.
ولو انتظرتم خيال الوالي (المُمَجَّد) عبد الرحمن الخضر كي تتفادوا وقوع الكارثة، فتأكدوا وبدون أدنى شك بأن الكارثة ستكون فوق التصور والتوقع وأنكم تنتظرون اللحاق بالسراب..
فخيال الخضر جربناه مع مياه الخرطوم من وعد إلى وعد حتى (نشف ريقنا) وصار معظم شباب الولاية يتجولون هائمين على وجوههم بـ(الجركانات) بحثاً عن مياه الشرب في أيام رمضان..!
المطلوب وبشكل عاجل من محمد عبد الله شيخ إدريس أن يعمل لوحده كصندوق على تجهيز خيام سكن بديل جاهزة لنقل المواطنين الذين لا تزال مساكنهم في مجاري السيول.
على محمد شيخ ادريس أن لا ينتظر حتى تعرض الفضائيات صور المواطنين في العراء، ثم تأتيهم من بعد ذلك دعومات الخيرين الذين قد تستفز تلك اللقطات مشاعرهم فيندفعون لتقديم المساعدات المطلوبة..
عليه أن يأخذ نسخة من تحذير الإرصاد ويعممه على الداعمين والمانحين بأن الخطة تغيرت وأصبحت خطة طوارئ.. وأن الآن هو التوقيت الوحيد لتقليل آثار السيول القادمة بعمل مخيمات مؤقتة تكون جاهزة قبل هطول الأمطار..
استبقوا المشكلة الحتمية بالحل المبكر المؤقت.. خيام مؤقتة يتم سحب المواطنين المعرضين للضرر إليها منذ الآن.. حتى لا نذرف في كل عام دموع (الضو) في قصيدة الراحل حميد..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي