جمال علي حسن

البشير وتميم و.. ثالثهما


[JUSTIFY]
البشير وتميم و.. ثالثهما

في ظن وخيال هؤلاء أنه ما اجتمع الرئيس البشير والأمير تميم في لقاء ثنائي إلا وكان ملف الإخوان المسلمين هو ثالثهما..

وما إن هبطت طائرة البشير في مطار الدوحة إلا وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تتسابق في نقل الخبر الذي نشرته صحيفة العرب اللندنية حول زيارة البشير للدوحة.. ويقول الخبر إن الضغوط الخليجية والمصرية المستمرة على الأمير تميم بن حمد آل ثاني دفعته إلى التفكير بجدية في التخلص من أعداد كبيرة من الإخوان الموجودين في قطر، ما جعله يوجه دعوة إلى الرئيس السوداني لزيارة الدوحة لإقناعه بضرورة استقبال الخرطوم لهؤلاء.

وحين زار تميم الخرطوم في أبريل الماضي كانت نفس الصحيفة.. صحيفة العرب اللندنية قد أوردت نفس الخبر المنشور الآن مع اختلاف الزمان والمكان والمصدر.. وزودت به الصحافة المصرية المتحاملة أصلا وبلا سبب ضد السودان.

نقلت الصحف المصرية حينها ذلك الخبر لأنها كانت تريد أن تخلق جواً درامياً حول العلاقات بين السودان وقطر .

أما هذه المرة فقد تجاوزت الصحف المصرية الموضوع ولم تتناوله بشكل واسع لكن مواقع إلكترونية أخرى أشاعت خبر صحيفة العرب اللندنية التخميني المكرر..

وهنا نفتح الباب لاستقبال كميات من الاستفهامات أهمها: لماذا تصر صحيفة العرب اللندنية بالذات على فكرة جعل السودان رخيصاً بهذه الصورة وتصور حكومته وكأنها متعهد تهريب الجماعات الإسلامية في المنطقة مقابل معالجة مشكلات اقتصادية؟.. فكرة سخيفة وغير محترمة هذه التي تروج لها صحيفة العرب عن السودان والسودانيين .

الاستفهام الثاني هو: لماذا لم تحتف الصحف المصرية بخبر صحيفة العرب اللندنية هذه المرة..؟ مع أن الأمر يتعلق بعلاقة كانت مصر متوترة جداً منها.

نحن نقول إن البشير وحسب تحليلات ومعلومات أيضاً.. زار الدوحة لبحث جملة قضايا ومصالح مشتركة ثنائية وغير ثنائية، وكون السودان أصبح موجوداً ومهماً وله دور مرتجى داخل حسابات المعادلة الإقليمية، فإن هذا الأمر يمثل مرحلة متقدمة ومتطورة في مراحل تصنيف الدور السوداني في القضايا الإقليمية.

صحيفة العرب اللندنية لم تكن موفقة في تخمينها إن لم نقل إن لها مآرب ومقاصد وأجندة، لكن لو سلمنا بأنه تحليل وتخمين فإنه تحليل غير سليم، فالزيارة يمكن أن تكون قد تناولت ملف العلاقة القطرية المصرية والذي يمكن أن يلعب السودان دوراً كبيراً في الوساطة فيه وهو دور محترم ويشبه السودان.. بل هذا هو أحد الملفات غير المعلنة على طاولة اللقاء بين البشير وتميم والدليل على ذلك أن مصر لم تتوجس كثيراً من زيارة البشير للدوحة كما كانت متوجسة في الزيارة الأولى لتميم للخرطوم .

الإعلام المصري لم يتعامل مع زيارة البشير للدوحة مثلما كانت لغته الاتهامية والاشتباهية حاضرة في زيارة تميم للخرطوم .

لو نجح البشير في لعب الدور المطلوب للسودان بالتوسط في حل الأزمة المصرية القطرية من جهة، وبالتالي المساهمة أتوماتيكياً وبفعالية في معالجة الأزمة الخليجية الداخلية فسيكون السودان هو لاعب الوسط المتقدم في ميدان المنطقة .

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي