جمال علي حسن

غزة.. هل تصمد مغتصبة؟

[JUSTIFY]
غزة.. هل تصمد مغتصبة؟

ليس الجيش المصري وحده هو الذي تتوجه إليه الأنظار، لكن مصر هي التي يجب أن تفتح مسارات المبادرة لحشد موقف العرب لحفظ الكرامة العربية، تلك الكرامة التي حدثتنا عنها القصص والحكايات، لكننا لا نعرف لها وجوداً الآن..

ولاحظوا المفارقة حين يدعو القادة العرب الطرفين إسرائيل وحماس إلى التهدئة، بينما تدين أمريكا حليفة إسرائيل إطلاق صواريخ كتائب القسام على إسرائيل ولا تدين جيش الاحتلال الإسرائيلي وكأنه بريء مجني عليه ..

هل عرفتم الفرق في المواقف بين حلفاء إسرائيل وبين أعضاء الجسد العربي الذي يقال إنه جسد واحد ..

كالعادة يأتي الموقف العربي مخزياً ومخجلا في الوقت الذي يعاقب فيه سلاح الجو الإسرائيلي أهل غزة بتمزيق أجسادهم بالقصف والتفجير.. وتأذن الحكومة الإسرائيلية علناً للجيش باستهداف المنازل في قطاع غزة. .

وحتى لا يجلس العرب خلف شاشات (الواتس اب) يتناقلون أخبار التشجيع من المقاعد المكيفة والوثيرة ويقولون إن كتائب القسام ستمحو إسرائيل من الخارطة.. نكون واقعيين ونقول لا مقارنة ولا تكافؤ بين قدرات الجيش الإسرائيلي والقوة العسكرية لحركة حماس وكتائب القسام حتى ولو قدر الله لهم هذه المرة استثناءاً أن يسجلوا حضوراً وصموداً نسبياً في المعركة ..

فلماذا تتدثر الجيوش العربية بملاءات الحرير الناعم داخل ثكناتها، بينما تمزق نيران الجيش الإسرائيلي أجساد أطفال غزة .؟

السيسي أمامه الآن الفرصة النادرة والوحيدة لتقديم موقف ربما قد يجعل الكثيرين يبدلون نظرتهم السالبة إليه بنظرة أخرى تشهد له بدور استثنائي مشرف .

السيسي أمامه الفرصة ليستدعي ذاكرة التاريخ ويذكرنا ببعض أمجاد الموقف العربي الذي قاده جمال عبد الناصر، والفرصة أمام السيسي ليسجل شهادة إثبات لبراءته من أي تواطؤ مع إسرائيل .

الفرصة أمام الرئيس المصري ليجيب على نداء خالد مشعل المستجير به من الرمضاء والنار.. ليس دعماً ومساندة لحركة حماس، ولكن إنقاذا لأطفال ونساء غزة من مجازر اليهود.

متى تبلغون إسرائيل رسالة الرجولة العربية بأن العود العربي بات أقوى من ذي قبل.. متى تتعلمون معنى الكرامة يا قادة العرب.؟

العدو بائن والقضية واضحة.. لكن من يهن يسهل الهوان عليه .

نسأل الله تعالى ببركات الشهر الكريم.. وببركات هذه الجمعة المباركة.. وبحق الصائمين القائمين من أهل غزة أن يواليهم الله بالنصر وينقذ حالهم.. اللهم وكن لهم عوناً ونصيرا، ربنا جل ثناؤك وتقدست أسماؤك لا يُرد أمرك ولا يهزم جندك سبحانك وبحمدك اهزم الأعداء وزلزلهم وحرر رقاب المحاصرين المظلومين الذين تخاذلنا نحن عن عونهم ونصرهم، اللهم اكشف كربتهم وبدِّل خوفهم أمنا.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي