تقولي شنو وتقولي منو ؟
رمية : —
هناك سودانيون انضموا للمجاهدين الافغان وقاتلوا ضد القوات السوفيتية وكان ذلك بدعم امريكي مصري سعودي على ايام الحرب الباردة ثم هناك سوانيون انضموا للقاعدة وأتمروا بأمرها وهناك سوانيون جاهدوا في افريقيا مع الصوماليين ومع الماليين وربما حتى مع بوكو حرام واليوم هناك سودانيون مع داعش في العراق ومع جبهة النصرة في سوريا وحتما سيكون هناك سودانيون مع دامس اذ قدر لها أن ترى النور
العصاية : —
ما تقدم في الرمية اعلاه حقيقة لا يمكن انكارها ولكن اذا تساءلنا كم عددهم فمن المؤكد أن عددهم قليل جدا و قد يكون عطاؤهم اكبر بكثير من عددهم فمن حيث العدد لا يمكن مقارنتهم بالذين جاءوا من جنسيات اخرى كالمصريين والسعوديين والسوريين والاردنيين والجزائريين كما انه اذا تمعنا في السودانيين الذين انضموا لتلك الحركات السلفية المقاتلة سوف نجد معظمهم قد عاش خارج السودان فترة طويلة ويندر أن تجد واحدا منهم خرج من قريته السودانية الى القتال مباشرة فمعظمهم تشبع بالمنهج السلفي خارج السودان وفي النهاية كل هؤلاء السودانيين المقاتلين لا يتعدون أن يكونوا افرادا ولا يشكلون ظاهرة . يحدث هذا والسودان بلد ليس خاليا من القتال فقد شهد اطول حرب اهلية في تاريخ افريقيا ومازال يشهد حروبا اهلية في بعض مناطقه حتى اليوم فالجيش السوداني جيش مقاتل وهناك مدنيون اشتركوا مع الجيش في القتال كدفاع شعبي او مليشيات قبلية ولعل ذات الحرب الاهلية هي التي عصمت السودان من الحركات الجهادية في الماضي وفي الحال وفي الاستقبال فالحرب الاهلية في اصلها هي حرب وطنية قامت بين حكومة وحركات رافضة لها . نعم شهدت محاولة تحويلها الى حرب جهادية ولكن الواضح أن القصد من ذلك كان التعبئة ففي حالة الحرب كل ما يؤججها سوف يتم استخدامه ولعل اسطع دليل على أن تلك الفترة كانت استثناء وليست اصلا هو أن الحرب الاهلية مستمرة الآن وشعارت الجهاد قد انزوت وخمدت نهائيا هذه الحرب الاهلية الوطنية لو جاز التعبير- قد استنفدت الطاقة القتالية من اهل السودان ولم تترك للحروب الدينية اي فرصة .
بالاضافة للحرب الاهلية هناك الثقافة الدينية السودانية فتدين اهل السودان نابع من الصوفية والعقيدة عندهم اشعرية والمذهبية مالكية وكلها لا تعلي من شأن السيف اي القتال كوسيلة لدفع الظلم او نيل الحقوق او حتى مؤدٍّ للخلاص الاخروي حتى حركات السلام السياسي لم تتعرض حتى الآن لمحنة تجعل ردة فعلها هو استخدام السلاح لكل هذا يمكننا القول إن السودان كشعب او مجتمع ابعد ما يكون عن افراز عناصر جهادية مقاتلة بعيدا عن الدولة فليس من المتوقع أن يظهر داخل السودان قائد مقاتل يصطف الناس حوله معلنا الجهاد فالمهدي ثورته مختلفة و ظرفه مختلف وخلية الدندر محاولة محدودة لا تعدو أن تكون حالة خلاص فردي فالمجتمع السوداني ليس فيه اي قابلية للتجييش الا للجيش الوطني او القبلية (فحاصروا هذه القبلية لانها ستكون هي اداة تمزيق السودان ) فلا خوف من داعشية او دامسية في السودان
كسرة :–
التصرفات الفردية التي لا تلائم المزاج والثقافة السودانية ليست حكرا على المتدينين فالبعثيون السودانيون في العراق اشتركوا مع صدام في غزو العراق كما أن الجيش الامريكي الذي غزا العراق كان فيه سودانيون امريكيون يتعاطون التمباك اما السودانيون الذين يضعون انفسهم في خدمة الغير بوسائل غير قتالية ما يدوك الدرب مثلهم مثل سائر شعوب الارض فلا تقولي شنو ولا تقول لي منو.
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]