فوز الكاردينال.. و”كريمات التفتيح”
الانتخابات هي الانتخابات، وصناديق الاقتراع هي صناديق الاقتراع.. سواء كانت للمنافسة على مقعد الحكم أو مقعد البرلمان أو أندية كرة القدم أو نادي الفنانين أو حتى الجمعيات المدرسية.
هي آلية لتحديد خيار الأغلبية في من يتولى أمرهم ضمن نظام تداول للسلطة، فليست هناك انتخابات لاختيار رئيس دائم، لأن من وضعوا هذا النظام حاولوا الاستفادة منه في جعل المنافسة الدورية محفزاً للإنجاز، ولو قالوا إن من اختاروه هو رئيس مدى الحياة، فإن ذلك يصادر فرصة التقويم والتقييم والتطوير.
والروح الديموقراطية لا تعني الاستسلام الظاهري لنتيجة الانتخابات من جانب المنافسين الذين لم يحققوا الفوز، ثم تحولهم مباشرة إلى عصا لضرب ومعاكسة جهود الفائز في الانتخابات لتحقيق النجاح خلال فترة توليه المنصب بأساليب غير أخلاقية عبر رميه بالاتهامات وكأنهم يعاقبون الأغلبية التي اختارته بإثبات فشله بشكل قسري ومصنوع يتسببون هم فيه.
فوز الكاردينال أشرف سيد أحمد في انتخابات نادي الهلال كانت ردود فعل المنافسين فيه خير دليل على أن المسافة الفاصلة بيننا وبين الديموقراطية كروح وثقافة وقناعة هي مسافة بعيدة جداً نحتاج لسنوات طويلة حتى نطويها.
فكل صاحب رأي أو صوت أو انحياز لشخص محدد يعتقد أن حدود أخلاقه الديموقراطية تتوقف عند قرار اختيار الآخرين له.. أما أن تأتي النتيجة على عكس هواه ورغبته، فإن الأغلبية التي اختارته ستكون برأيه متهمة بالغباء وعدم الفهم وعدم الأهلية لمعرفة مصالحها.
طالعت مقالا منسوبا لصلاح إدريس حاول فيه المسح بكريمات الروح الديموقراطية لمواربة سواد إحساسه الحقيقي بـ(كريمات التفتيح) التي تجعل أجزاء من الجسم بلون ديموقراطي ناصع يختلف عن لون بقية الجسم.
صلاح إدريس الذي طالب بسحب الطعن عن الكاردينال حتى يتوافر للمجلس الجديد للهلال الاستقرار، كان قد بدأ مقاله بلغة تؤكد عكس ذلك اللون الظاهر في منطقة (التفتيح) وهو يصف غريمه بأنه نبت شيطاني ابتلى الله به العباد جميعاً.
مثل هذه اللغة هي التي تؤكد غياب الروح الديموقراطية في ثقافتنا والاكتفاء بلون ونكهة يتمسح بها الكثير من الناس في بلادنا أفرادا وجماعات وتنظيمات سياسية ورياضية وغيرها..
إننا بعيدون حقاً عن الحالة الديموقراطية في السياسة والرياضة والفن وكل شيء، لا توجد فينا هذه الروح الديموقراطية بصدق وهذا أمر محبط حقاً..
الكثيرون هنأوا الكاردينال ببعض أجزاء لسانهم وتركوا باقي اللسان للحرب ضده.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي