عبد الجليل سليمان

حالة تسلل ماسوني


[JUSTIFY]
حالة تسلل ماسوني

أبدت (عائشة الغبشاوي) القيادية في الحزب الحاكم في خبر مُجتزأ من حوار أجراه معها الزميل (حسن محمد علي) سينشر لاحقاً، أبدت خشيتها من حدوث انشقاق داخل حزبها حال انعقاد مؤتمره العام المزمع في أكتوبر القادم، قالت: “الله يستر من انعقاد المؤتمر الجايي”، ووصفت تجربة حكم الإسلاميين بالانحراف عن أهدافها وفشلها في تحقيق القبول الجماهيري والقاعدي، وعزت ذلك إلى عديد الأسباب ذكرت منها تسلل بعض الماسونيين والضغوط الخارجية.

غريب أن تتشكك قيادية إسلاموية بحجم (الغبشاوي) في أن حركتها وحزبها يديرهما (نوعاً ما) ماسونيون مُتسللون، خاصة وأن الحزب الحاكم والحركة الإسلاموية المنبثق عنها ظلا يُنابذان الأحزاب الأخرى المناوئة بأنها مخترقة لضعف تنظيمها واهتراء هياكلها، فإذا بالغبشاوي تقول إن حزبها ربما مُخترق من قبل الماسونية.

حسناً، لكن ما الأمر الجلل الذي سيحدثه هذا الاختراق؟ فالماسوينة أو البناؤون الأحرار منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق (الميتافيزيقيا) وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي. وهذا بالضبط هو الديدن والأس الفاعل لحركة (الإخوان المسلمين)، تلك منظمة أخوية عقدية، وهذه حركة إخوانية عقدية، وكلاهما يتشارك منسوبيهما عقائد وأفكاراً واحدة ويؤمنون بخالق واحد، بيد أن الماسونية تعتمد السرية والغموض في عملها، وهكذا بدأت حركة الإخوان قبل أن تُجاهر وتنشط في العمل العام (الخيري والسياسي) وربما (العسكري) أحياناً.

على كلٍّ، فإن الفرق لا يبدو شاسعاً بين التنظيمات التي تسلك (الميتافيريقيا) في تحقيق أغراضها، إلا بحجم (البروبوقاندا) السالبة التي تصيب بعضها كالماسونية، التي اجترحت لنفسها شعائر خاصة في بدايات تأسيسها ما جعلها محط كثير من القصص و(الحكاوي)، حتى أن كثيرين ربما ضمنهم (العبشاوي)، لا يزالون يعتقدون أن البنائين الأحرار هم من محاربي الفكر الديني ومؤيدي ومروجي الفكر العلماني، وهذا بالطبع خطأ جسيم، لأن الماسونية ليست سوى (فكرة دينية) تقوم على أطروحات روحانية أكثر منها إلى ما هو مادي. ومن هذا المنطلق فليس غريباً أن يندس أو يتسلل ماسونيون إلى الحزب الحاكم، وطالما أن طرائق تفكيرهم وبنيتهم الروحانية والنفسية متسقة ومتوافقة فلن يشعر بهم أحداً وهم أنفسهم لن يشعروا بغربة داخل التنظيم، إذ أن (البيت بيتهم والحالة واحدة)!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي