أكسح وأمسح
العنوان أعلاه، هو شعار القوات المسلحة السودانية في مواجهة التمرد، ومن خلاله تريد التأكيد على أن كلمتها هي العليا في ميادين القتال وعند المواجهة، لكننا اليوم نستعير هذا الشعار لنطابقه مع أكثر من حالة عامة، بحيث يعمل البعض على تطبيقه وتنزيله ليصنع واقعاً جديداً في ساحته أو غيرها.
العنوان أعلاه، يصبح – سياسياً – شعاراً مرعباً ومدمراً لقوى سياسية وحزبية، بذلت قصارى جهدها حتى يتم تأجيل الانتخابات العامة، وتمنت واسترسلت في الأماني حتى ترضخ الحكومة، وتقبل أن يفكك النظام نفسه (قطعة قطعة) من خلال القبول بـ(الحكومة الانتقالية) لكن الشعار العسكري الحاسم في مواجهة الخصوم ترجمة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير سياسياً عندما قال: (لن نؤجل الانتخابات ولو ليوم واحد)!
تلك واحدة، أما الثانية فهي سعي القوى المعارض و(بعض) القوى الحاكمة لإبعاد الدكتور الفاتح عزالدين المنصور عن معقد رئاسة البرلمان حيث تريد القوى المعارضة للحكم إضعاف هيبة الدولة، وهز صورتها داخلياً باستغلال واقعة طرد رئيس كتلة المؤتمر الشعبي، داخل البرلمان الشيخ الأستاذ إسماعيل حسين، بينما تريد (بعض) القوى الحاكمة أو النافذة والمنتقذة داخل البرلمان، الإطاحة بالرئيس الشاب لأنها إما أن تريد الكرسي لغيره أو أنها لا (تستلطف) الرجل وأرادت أن تطبق شعار (أكسح وأمسح) عل وعسى، ولكن هيهات.. فقد فوت أهل المؤتمر الوطني الفرصة عندما أكدوا تمسكهم ببقاء رئيس البرلمان في منصبه برضى القيادة.
(أكسح وأمسح) الثالثة فهي مشروع الدكتور عبدالرحمن الخضر ومن خلفه كل مسؤولي ولاية الخرطوم لانفاذ حملات إخلاء الخرطوم من المتسولين وإبعاد الأجانب منهم إلى بلادهم وقد تم تقدير أعدادهم بالآلاف، إلا أن ما نخشاه هو أن تخسر الولاية ملايين الجنيهات في رحلة إعادة المتسولين الأجانب وترحيلهم إلى بلادهم (جواً) ليعودوا (براً) وقد اكتسبوا معرفة باللهجات والعادات والسلوك السوداني، وربما انتسبوا زوراً وبهتاناً وإفكاً عند عودتهم بأي من مناطق السودان التي خبروها!!
أما ما يطلبه المواطنون بحق تطبيق شعار (أكسح وأمسح) فانما هو ضرورة (كسح) و(مسح) المنهج الكيني واليوغندي في مدارس منطقة (كاودا) بولاية جنوب كردفان، حتى وإن قالت السيدة الفضلى الأستاذة سعاد عبدالرازق، وزيرة التربية والتعليم، إن تلك المدارس تقع داخل المنطقة التي يسيطر عليها التمرد.. نحن نريد طلاباً سودانيين، لا مزيج ولا خليط مع دول لم تعد بالنسبة لنا اليوم من دول الجوار.. لقد أصبح هناك (فاصل) عميق وعريق بيننا وبين الدولتين.. لذلك نرفع بالشعار نفسه مرة أخرى ونعيده إلى القوات المسلحة.. (أكسح.. أمسح) وأعيدوا إلينا أبناءنا وبناتنا من الأسر الثقافي.. والتعليمي.
[/JUSTIFY]بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]