عبد اللطيف البوني

قال”أربعين مليون فدان ” !!!

[JUSTIFY]
قال”أربعين مليون فدان ” !!!

*في مطلع الأسبوع قبل الأخير اطلعت على تصريحات عن بداية الموسم الزراعي من عدة جهات , وزير الزراعة , رئيس اتحاد المزارعين , وزراء زراعة ولائيين وكلها تتحدث عن ملايين الأفدنة التي تم تجهيزها للزراعة في هذا الموسم الصيفي الذي حل وقد حاولت تجميعها فوجدتها فوق الأربعين مليون فدان أي والله فوق الأربعين مليون فدان، وهذه مساحة تفوق مساحات عدة دول أوربية مجتمعة.
*نعم أيها السادة نحن نزرع في الموسم فوق الأربعين مليون فدان وهناك إمكانية لمضاعفة هذه المساحة إذ إن هناك أرضاً بوراً بلقعاً أكثر صلاحية للزراعة من تلك التي نزرعها ولكن بعدها عن العمران أو بسبب المشكلات الأمنية جعل الناس لايقربونها ولكن كدي خلونا في الأربعين مليون التي سوف تزرع هذ الموسم لا بل التي كانت تزرع في المواسم السابقة فإذا وضعنا في الاعتبار أن عدد سكان السودان بعد الانفصال حوالي ثلاثين مليون نسمة فهذا يعني أن متوسط ما يزرعه السوداني الواحد أكثر من فدان ولعمري هذا معدل كبير جدًا بكل المقاييس العالمية المعروفة ومع ذلك نجد السوداني يعاني الجوع والمسغبة وضنك الحياة وبؤس المعيشة سبب هذه المفارقة.
*أيها السادة أن الأرض المزروعة في السودان عائدها في غاية الضاءلة فمثلاً متوسط إنتاجية الذرة جوالان للفدان بينما المعدل العالمي عشرون جوالاً أي طنين وهذا يعني أن الفدان العالمي يساوي عشرة أفدنة سودانية فهذا يعني و بالمفتشر الصريح أن أربعين مليون فدان السودان تساوي أربعة ملايين فدان فقط بالمعدل العالمي أي بمقاييس الإنتاجية فالسؤال هنا هل أرضنا ممحوقة لهذه الدرجة ؟ لا والله حاشاها فأرضنا من أجود أنواع الأراضي الزراعية بكل المقاييس وشمسنا من أسطع الشموس ومتوسط مياهنا من سطحية وجوفية جد كافية ولكن كما قال شاعرنا الفطحل صلاح أحمد إبراهيم ,, كل خيرات الأرض والنيل هنالك / ولكن مع ذلك مع ذلك.
*فإذن ياجماعة الخير خلونا مع ذلك التي كررها صلاح أحمد إبراهيم فإنها ترجع للمحقة في الإنسان السوداني وهذه المحقة تتمثل في بؤس التقنيات الزراعية التي نستخدمها تقنيات العمليات الفلاحية وتقنيات حصاد المياه فحظنا فيهما يقارب الصفر الكبير لاتقل لي تذبذب الأمطار فمعظم الزراعة العالمية نجدها تعتمد على الري المطري ولكن البشرية تغلبت على تذبذب الأمطار بعمليات حصاد المياه (وتر كاتشمنت) وهذه تتمثل في حجز المياه وتخزينها عن طريق السدود والبحيرات الصغيرة والحفائر ساعة الهطول وعند الجريان نحو الأنهار فمتوسط الأمطار التي تسقط في السودان أربعمائة مليار متر مكعب فلو حصدنا عشرها بضم العين يكفينا ثم بالإضافة للحصاد هناك الري التكميلي من المصادر الثابتة أو من جوف الأرض فأرض السودان تشقها الأنهار العذبة ويمور جوفها بالمياه الأعذب بعد عمليات حصاد المياه يمكن بسهولة نقل التقنيات الزراعية الأخرى من آليات ومخصبات وهندسة وراثية وحزم تقنية.
*فيا أيها الناس ويا أيها المسؤولين عن الزراعة بشرونا بالتدابير التي اتخذتموها لزيادة الإنتاجية ولتقليل المخاطر في الزراعة ولاتزعجوا مسامعنا بالأرقام الفلكية التي لاتعدو بذر الحبة في الأرض ثم انتظار الحصاد دون القيام بأي عملية فلاحية في هذة الفترة فهذه لاتحتاج إلى مسؤول وقد عرفها السودانيون منذ فيضان سيدنا نوح ولم تعد مجدية بدليل ما نحن فيه من رقة الحال التي تغني عن السؤال “قال أربعين مليون قال “.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]