مصطفى أبو العزائم

ثلاثة في واحد


[JUSTIFY]
ثلاثة في واحد

الأحداث التي تستوجب التعليق أو ابداء الرأي كثيرة ولا تنتهي، رأينا أن ننتخب منها ثلاثة أحداث نكتب عنها معلقين في مساحة واحدة تجزئها على ثلاثة أجزاء لكل موضوع ثلث، آملين أن يمكننا الله من أن نعرض أفكارنا بصورة واضحة، ومنطق قويم، ولغة سلسة مفهومة.
(1).. صوت إسرائيل
فجر صديقنا الأستاذ والمهندس والكاتب المعروف عثمان ميرغني قضية لن تتوقف تداعياتها. حتى وإن بذل الأستاذ عثمان كل الجهد لايقاف ردود الأفعال حول ما فهمه الناس من حديثه خلال مشاركته منذ نحو اسبوعين في حلقة من برنامج (قيد النظر) الذي يعده ويقدمه صديقنا وزميلنا الأستاذ الطاهر حسن التوم، حول (التطبيع مع إسرائيل) بمشاركة الأستاذين الدكتور ناصر السيد، ومكي المغربي، وقد شهدت الجانب الأهم من الحلقة بعد أن فاتني جانب آخر، وكان نشر أخبار عن تلك الحلقة جاذباً لمشاهدتها على قناة النيل الأزرق التي اعتبرها – شخصياً – من أكثر القنوات السودانية جرأة في الطرح والتناول..
قرأت تعقيب الأخ الأستاذ ضياء الدين بلال على تلك الحلقة وقابلته مساء نفس يوم نشر تعقيبه، وقلت له أنني بدأت الرد والتعليق لكن عائقاً طارئاً منعني من الكتابة إلا أنني سأحاول التعليق.
أخطر ما قال به الأستاذ ميرغني، ليس ما جاء علي لسانه في حلقة برنامج (قيد النظر) بل ما جاء به قلمه السيال يوم أمس (تعقيباً) على (تعقيب) الأستاذ ضياء الدين والذي كان من بينه إن إسرائيل هي العدو الأول (رقم واحد) بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي لكنها في المقابل (أقوى دولة) في منطقة الشرق الأوسط، وأن (محور قوة) إسرائيل هو (مربط الفرس) في ضعفنا وأن إسرائيل تكرم إنسانها وتغدق عليه كل الحقوق بينما نعاني نحن في عالمنا الإسلامي (مهانة) الإحساس، بحاجتنا لابسط مقومات الحقوق الإنسانية إلى أن يخلص إلى أن المعركة مع إسرائيل هي معركة (حضارية) وليست (عسكرية).
ما سبق هو محاولة تجميل زائفة لصورة إسرائيل ونحن نعرف أن المعركة (عسكرية) قبل أن تكون (حضارية) لأن احتلالها لفلسطين ما كان ليتم لولا استخدامها (القوة) ولولا مساندة الغرب الظالم والفاشي لها ، وهذه (قوة) أخرى، وما يحدث الآن في غزة ليس صراع حضارات بل ممارسة أبشع الأساليب في قمع أهالي غزة بالقوة لا بالمنطق.
(ظلم) بعض انظمتنا العربية وممارساتها القمعية، لا يستوجب تبرير الظلم الإسرائيلي، و(تفتيت) الأمة العربية و(تقسيم) دولها لم يأت لدعم الاقليات أو مساندة الطوائف، بل جاء لإضعاف تلك الدول (القوية) لذلك ثم غزو العراق، وجرت محاولات لاضعاف مصر من الداخل ولازالت تجري محاولات لتحطيم الدولة السورية التي يمثل تماسكها (بعبعاً) لدولة الكيان الصهيوني.
(2) بريق مستمر
التحية للسيد رئيس الجمهورية ولأركان الدولة السودانية وهم يكرمون في ليلة رمضانية مباركة مساء الثلاثاء أحد أهم رموزنا الوطنية الكبرى، أستاذنا وأستاذ الأجيال البروفيسور علي محمد شمو، خبيرنا الإعلامي العالمي، الذي نباهي به الأمم، حتى وهو يتواضع أمام الجميع، ليزيده الله رفعة ومكانة وقدراً.
(3) سكت الكمان
عرفته وأنا طفل، وكان صديقاً لأحد أخوالي في مدينة بورتسودان، وتوطدت علاقتي به مع مر الأيام وكر الليالي، فكبر وعانى لكنه ظل ممسكاً بآلته الحبيبة (الكمان) يبدع بلا انقطاع. لم يقعده إلا (الشديد) (القوي) منذ أشهر عديدة.
هاتفني الأخ والصديق والشيخ عابدين درمة قبل الواحدة من ظهر أمس وقال لي بصوت متهدج: (البركة فيكم… محمدية اتوفى وحنصلي عليه بعد شويه وندفنو في حمد النيل).
مات «محمدية» أحد رموز الإبداع الموسيقي في بلادنا وفي كل المنطقة ورحل يتبعه لحن حزين، انقطع بعده وتر الكمان.. وسكت.. « إنا لله وإنا إليه راجعون »

تعقيب على بعد ومسافة
الاستاذ/ مصطفى ابوالعزائم
بعد التحية والاحترام
لفت نظري وخاطري في جريدتكم الغراء بتاريخ 15/7/2014م العدد 2824 في عمودكم بعد ومسافة بعنوان : اكسح وامسح كما ذكرت ان هذا الشعار هو شعار القوات المسلحة السودانية (حفظها الله) للسودان وشعب السودان ، وحللت هذا الشعار في اربعة محاور : اولها قد حاولت كل الاحزاب بتاجيل الانتخابات بشتى الطرق ولكن قرار الرئيس هو قرار الرئيس لا رجعة فيه (تحيا القوات المسلحة) ثانيا : حاولت بعض او جزء من كل في ابعاد دكتور الفاتح من رئاسة البرلمان وبالتالي تزيح العقول الشابة والمستنيرة بقوة الشباب وهنا نقول قد جنت براقش على نفسها ، والمؤتمر الوطني هو المؤتمر الوطني الحزب الجامع لكل اهل السودان بعزته وكرامته وقوته في قراره الحكيم في استمرار د. الفاتح في رئاسة البرلمان . أما الثالثة : فهي تخص الوالي عبدالرحمن الخضر واللواء عمر نمر حفظهما الله في قراره بان تكون العاصمة متعافية من الرجرجة والدهماء والمتسولين من الاجانب وهنا لا يصلح الا قانون اكسح وامسح . اما الرابعة : فهي تخص القوات المسلحة في قانونها اكسح وامسح واعيدوا لنا ابناءنا وبناتنا من الأسر الثقافي والتعليمي كما ذكر محرر العمود .
وأرى ان الاستاذ مصطفى ابوالعزائم قد اوفى كلمتي اكسح وامسح حقها في التحليل السياسي والثقافي والعلمي واوصلها الى عامة الشعب .
والتمس من صاحب العمود اعادته مرة اخرى للقراء لان به فوائد قانونية وثقافية في كلماته .
والله المستعان .
٭ م.س.ش

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]