عبد الجليل سليمان

بوكو حرام تناسل التطرف


[JUSTIFY]
بوكو حرام تناسل التطرف

لا أدري ما إذا كانت قبضات أجهزة الشرطة الأفريقية على وجه العموم قبضات أمينة أم لا؟ لكن الأرجح أنها ليست كذلك، هكذا تقول التقارير ذات الصلة.

والأسبوع المنصرم حققت الشرطة النيجيرية خبطة أمنية قوية باعتقالها (علي زاكاي) (كبير جزاري) حركة (بوكو حرام) المتطرفة، أعقبتها بخبطة أخرى حين تسلمت (من السودان) بواسطة الإنتربول أحد أبرز قادة بوكو حرام (أمينو صادق) المتهم الأول بالتخطيط لتفجير محطة حافلات (نيانيا) بالعاصمة أبوجا، وقبل هاتين الضربتين الموجعتين كما وصفهما تقرير الزميل (محمود الدنعو) المبذول في عدد الخميس من يوميتنا هذه، ظلت السلطات الأمنية النيجيرية وبمساعدات مُعتبرة من أطراف إقليمية ودولية، تمضي قُدماً في القضاء على الحركةِ المُتشددة.

بالطبع لن يكون الأمر سهلاً، ولن يكون القضاء على حركة تتطرف ببلادة وبلاهة ودون هوادة ورحمة كرحلةِ صيد في أدغال دلتا النيجر، فالسُلطات الأمنية ذاتها كانت أعربت عن اقتراب القضاء على بوكو حرام، حين اغتالت قائدها (محمد يوسف) في العام 2002م، وحينها كانت حركة سلمية قبل أن تندفع باتجاه التطرف انتقاماً وثأراً.

على كلٍّ، لن يرف ليّ جفن وأنا أعلن موقفي من أن مثل هذه المجموعات ينبغي القضاء عليها قضاءً مبرماً كونها تشوه الإسلام، إذ تتوسله لتنفيذ مذابح وانتهاك عروض وإفناء حياوات وإزهاق نفوس، حيث تستهدف تقتيل الضعفاء من الأطفال والنساء وحرق القرى وسوق الناس رهائن ونخاسة.

لكن أود الإشارة أيضاً إلى أن ذلك لن يتم عبر الوسائل الأمنية الصارمة التي تتخدها السلطات النيجيرية دون غيرها الأمر الدي يجعل حركة ظلامية تجهيلية متطرفة وعنيفة تجد نوعاً من التعاطف وسط قطاعات مُعتبرة من مسلمي نيجيريا والجوار رغم الفظاظات والفظاعات التي ارتكبتها.

إذن، على الإدارة النيجيرية وأجهزتها الأمنية ألاّ يغترا بما حققاه من ضربات مُوجعة لـ (بوكو حرام) ويعتبرا ما حل بها مثابة (دنو) أجل، بينما يُهمل الجانب الآخر الأكثر فاعلية وإثماراً، وهو الحوار المجتمعي العريض، وإعطاء المسلمين حقوقهم التي يعتقدون أنها مُغتصبة وأنهم مُغيبين عن القرار السياسي والاقتصادي، وأن مناطقهم مهمشة و…. إلى آخر القائمة.

وما لم تسع الحكومة النيجيرية إلى الحوار بالتوازي مع استخدام القوة فإن حركات أخرى أكثر تطرفاً ستتناسل من صلب (بوكو حرام) كما تناسلت من القاعدة (داعش وجبهة النصرة) وخلافهما، وسيولد المئات من أمثال (زاكاي) و(أمينو).

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي