جمال علي حسن

متى تقبرون جحور العقارب؟


[JUSTIFY]
متى تقبرون جحور العقارب؟

الحادثة ليست جديدة ولا نادرة الحدوث أو غريبة على الوسط الصحفي في السودان والذي لم يعد يدري من أي اتجاه تأتيه هذه النوائب المتتابعة.

هذا الوسط المتهم هنا والمدان هناك ومهدر دم بعض قياداته في عرف حكام العالم الجدد، رؤوس الفتنة الذين يشوهون صورة الإسلام، كهنة مملكة العقارب والثعابين وكل أنواع الأفاعي.. تعرفون جحورها أنتم بل ويمجد بعضنا شيوخهم وقادتهم الذين يؤلبون باسم (اللات) المريضة، (لات) التطرف الديني والتزمت والتشنج الذي لا دين له ولا علاقة له بأي حرف من حروف الإسلام.

حادثة الاعتداء على الأستاذ عثمان ميرغني داخل مكتبه بصحيفة التيار أمس من مجهولين ولأسباب مجهولة على دفتر البلاغات لكنها معلومة للجميع بالبداهة وبالبساطة أنها في الغالب الأعم لا تبتعد عن (جحور العقارب) وخلايا التشنج، والإرهاب والإجرام بسبب آراء عثمان التي طرحها خلال استضافته بقناة النيل الأزرق مؤخراً والتي نختلف أو نتفق معه فيها لكنها مجرد آراء ومقارنات قام بها كاتب صحفي مهمته الانتباه لما يمر الناس عليه مرور الكرام، ومهمته أن يحدث الصعقة والعصف الذهني مشكوراً لأجل توسيع دائرة الوعي ولأجل إثارة النقاش المفيد.

عثمان ولو أخطأ في رأيه فإنه كاتب صحفي مرموق يتنفس آلام الناس ومعاناتهم تشفع له انتباهاته وكتاباته التي ظل يتحمل بسببها كل تلك المتاعب .

أنا لا أخاطب أولئك المحشورين في جحور العقارب، المتطرفين المتزمتين لأنهم لا يسمعون ولا يفقهون لغة العقل والمنطق.. لكنني أخاطب الرأي العام الواعي بأنه لو كانت عقولنا ككتاب رأي خاضعة لإرهاب وسموم هذه العقارب التي تعلمون كيف تتفرخ وأين تتربى فإننا نعتبر إغفال الدولة لهذا الوضع تواطؤاً منها معه، وتعاطفاً بجانبه كونها أصبحت إحدى أدوات تغييب الرأي والوعي والتنوير.

هل نطالب بحماية الصحف السودانية بمصفحات ومدرعات ونطالب بنصب مدافع الدوشكا على بوابات الجرائد..؟ أم كيف ستعمل الصحافة في بيئة آمنة لو كانت حياة الصحفي مهددة لهذا الحد؟، أم أنكم لا تريدون صحافة.. من الأساس..؟!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي