رفع الدعم “كلاكيت عاشر مرة”
بلون الدم الأحمر القاني، صدمتنا الغراء الإنتباهة مع قبايل العيد أمس بمانشيت رئيس يقول على لسان حزب المؤتمر الوطني رفع الدعم عن المحروقات نهاية العام، انتهى المانشيت، ولكن لم تبدأ التفاصيل حيث إنني للأسف فشلت في العثور على متن وتفاصيل هذا الخبر المزعج، بحثت ودققت في كل صفحات الصحيفة حتى الرياضية ولكن لم أعثر له على أثر، ولا أدري هل سقط سهواً أم بفعل فاعل، الانتباهة وحدها هي الأدرى بالذي جرى لخبرها الذي انفردت به، وهي على كل حال مصدر موثوق وتحديداً في هذا الضرب من الأخبار باعتبار أن القائمين على أمرها من العالمين ببواطن الأمور وموصولين بمطابخ صناعة القرار، فرئيس مجلس إدارتها ومديرها العام من قيادات الصف الثاني بالحزب الحاكم حسبما نعلم، المهم أننا لم نجد سبباً يجعلنا لا ننظر بجدية لهذا الخبر ونحمله على محمل الجد، وهو أن ريما عادت لممارسة عادتها القديمة، كلما استحكمت عليها حلقات الأزمة المالية والاقتصادية التي لم تنفك البلاد تكابدها، وأن حمولة ثقيلة ستلقى على كاهل المواطن بعد بضعة أشهر، فمنذ التئام ذاك الاجتماع الرئاسي الذي عُقد بالقصر قبل نحو عام وأُفرد بالكامل للبحث عن المخارج من الأزمة المالية والاقتصادية التي تعانيها الموازنة والمعالجات الضرورية لها، والاتجاه الغالب الذي بدأ يتبلور في أوساط الأطراف المعنية بإدارة هذه الأزمة من وزارة مالية وغيرها، أصبح ينحو بكلياته نحو رفع الدعم، ما يعني صراحةً أن مسار حل الأزمة أصبح ذا اتجاهٍ واحد، وأن عملية رفع الدعم فعلياً مسألة وقت فقط.
يبدو بحسب الإنتباهة أن هذا الوقت قد حان وتحدد له نهاية العام الجاري، وحسناً فعلت “الإنتباهة” أن نبهت الجماهير بالمصير الذي ينتظرها منذ وقت مبكر، خاصةً أن للجماهير أيضاً تنبيهاتها التي تود أن تنتبه لها السلطة، فمعلومة هي التبعات الثقيلة التي سيلقي بها هذا الإجراء الثقيل على كاهل الجماهير المثقل أصلاً بكثير من الأعباء والأحمال الثقيلة التي لو قُدّر لأبطال رفع الأثقال محاولة رفع أحدها لانفزروا وقذفوا بها بعيداً، ولكن من لطف الله على الإنقاذ أن الشعب ظل ينوء بحمل هذه الأثقال ويئن وهو ساكت وصابر ومحتسب، لدرجة لفتت حتى نظر القيادات الإنقاذية فتباهت و«تنبرت» بذلك قائلة إن الشعب قد صبر عليهم وصابر معهم كما لم يصبر على غيرهم قط، ولكن حذاراهم أن ينوموا على الخط اعتماداً على صبر الشعب وقوة احتماله للأزمات والضربات، وعليهم أن يفكروا ألف مرة ويترددوا آلاف المرات قبل أن يلقوا عليه بحملٍ جديد، «فالظهور المفنوسة» لم تعد تقوى على احتمال المزيد، وليعتبروا بحكاية القشة التي قصمت ظهر البعير، ذاك البعير الذي كان يحتمل في جلد الأطنان المحملّة على ظهره ولكن قشة واحدة أضافها صاحبه الطماّع قصمت ظهره، فخرّ كالصريع ولم ينل صاحب الجمل إلا حصاد المثل الطمع ودر ما جمع.
[/JUSTIFY]بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي