عبد اللطيف البوني

الشرطة تبشر !


[JUSTIFY]
الشرطة تبشر

(1 )
من روائع ثقافتنا السودانية التقليدية عدم ذكر محاسن الشخص وهو على قيد الحياة وانتظار يوم رحيله ليكون يوم المدح وتعداد الماثر. حتى الزوجة وهي الاقرب الي الزوج لاتسمعه كلمة ثناء وهو على قيد الحياة ولكن في ساعة رحيله تطلق لحنجرتها العنان في مناحة مقفاه ومموسقة تذهل من يسمعها وتجعله يتساءل هل فعلا هذا الراحل كان بهذا الحجم ؟ والرجل هو الاخر لايقل في حق زوجته كلمة طيبة الا اذا رحلت من هذة الدنيا وكل هذا يلخصه المثل الذي يقول ان شاء الله يوم شكرك ما يجئ لان يوم شكرك هو يوم رحيلك وبالمناسبة هذا السلوك له اصل في الدين الاسلامي وهذة قصة اخرى
(2 )
وانا هنا اعلن التزامي الكامل بهذة الجزئية من ثقافتنا وبمختلف مصادرها وتاسيسا على هذا نحمد الله حمدا كثيرا باننا لن نمدح اليوم صديقنا الاستاذ عثمان ميرغني فالمولى سبحانه وتعالى قد اجل يوم شكره رغم كيد الكايدين وعدوان المعتدين عليه يوم السبت الماضي ولكن مع ذلك لن نبرح محطة الحادثة التي تعرض لها ولليوم الثاني على التوالي لانها هي ولاشئ غيرها ظلت تمور بدواخلنا وتشتغل في ادمغتنا من لحظة وقوعها لاسباب ذاتية خاصة وموضوعية عامة ولكننا في هذة المساحة بصدد الموضوعية فالقضية ليست قضية عثمان وليست قضية مجتمع صحفي ولاحتى قضية امن العاصمة القومية وحدها بل قضية قومية تهم البلاد وتهم الناس كل الناس لانها مؤشر ان لم نقل نذير لمدلهمات قد تطول هذة البلاد التي توالت ماسيها
(3 )
قلنا بالامس ان دولة القانون والمواطنة في السودان اضحت على المحك وقلنا ليس مطلوبا من الجهات الامنية توفير الامن بنسبة مية المية لان هذا مستحيل ولكن عليها السعى نحو ذلك الهدف باقصى ما يمكن من تدابير ولكن بعد وقوع ما يخل بالامن عليها تعقب الجاني وعليه الاحاطة به مهما كانت دقة تدبيره ومهما كانت سرعته واي عجز في هذا الشان يعني ضياع البلاد والعباد ناهيك اذا كانت الجناية تحت الشمس وفي موقع يفترض ان تكون فيه قوة الدولة كاقوى ما تكون . مكان لافيه سلطة اسرة او قبلية او طائفية او حتى ابو مروة لتامين الافراد او الممتلكات
(4 )
نحمد الله لم يطل انتظارنا بعد حادثة التيار البشعة فقد صرح اللواء عبد العزيز حسين عوض مدير الجنايات لقناة الشروق في نشرتها الرئيسية عند العاشرة مساء الاحد اي بعد يوم واحد من وقوع الجريمة بان الادلة بدات تتجمع لديهم لابل وفي نبرة واثقة قال سيادتة ان الشرطة قادرة ان شاء الله على الامساك بخيوط الجريمة . كما جاء في صحيفة التيار ست الوجعة الصادرة امس الاثنين ان الشرطة اوقفت مشتبهين في الجريمة وابلغت مصادر موثوقة الصحيفة ان الشرطة اخضعت اثنين من المشتبهين الي تحقيق دقيق لمعرفة صلتهم بمرتكبي الحادث ومن جانبها قالت الصحيفة انها تحصلت على مقاطع فيديو للسيارتين اللاندكروزر المنفذتين للهجوم على الجريدة
(5 )
الامور بمالاتها والاخبار المبشرة بخواتيمها ونحن منتظرين

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]