جمال علي حسن

هل يدوِّن السودان بلاغاً دولياً


[JUSTIFY]
هل يدوِّن السودان بلاغاً دولياً

مقولة الطيب صالح لن أنساها أبداً.. حين سئل حول مواقف ودور السودان في القضايا الإقليمية والعربية قال: على السودان أن يلتزم بالدور الذي يتناسب مع موقعه الجغرافي من الخارطة العربية.. وقال إن السودان الذي يحتل موقعاً طرفياً في المنطقة العربية لا يجب أن يتبنى مواقف أصحاب المواقع الأخرى في عمق الوطن العربي.

حديث في غاية الأهمية والحكمة صادر من حكيم الأدب والرواية العالمية الأديب الراحل الطيب صالح، لأنه بالفعل ليس المطلوب من السودان أن يقوم بدور مساو للدور المطلوب من الأردن أو مصر أو لبنان أو تركيا مثلا في ملف غزة.. كما أنه ليس المطلوب منه القيام بالدور المطلوب من دول الخليج في ملف العراق..

لكل دولة دورها الذي يتناسب مع موقعها الجغرافي وتاريخها ودرجة ارتباطها وقربها وبعدها من الحدث زماناً ومكاناً.

تهديد إسرائيل للسودان والذي عبرت عنه تقارير يدعوت أحرنوت قبل يومين يجب أن نفترض أنه تهديد حقيقي وجاد.. وقابل للتنفيذ لأن إسرائيل فعلتها من قبل، وإسرائيل لديها توجسات جازمة بأن السودان يمثل منطقة صناعية غير معلنة لمعدات وآليات حماس العسكرية..

الصوارمي نفى وجود أية علاقة للسودان بحماس ولم يستبعد تنفيذ إسرائيل لتهديدها.. وقال إنهم جاهزون لحماية الأرض والعرض..

فهل نفهم من حديث العقيد الصوارمي أن التصدي الدفاعي للهجوم المحتمل هو الخيار الوحيد..؟

لماذا لا يستفيد السودان من هذا التهديد المعلن ويحاول تفادي الخطر بأن يمضي في مسار تقديم شكوى عاجلة استباقية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل على تهديدها المعلن والصريح بضرب السودان..؟

ثم يطلب السودان إرسال فريق من الأمم المتحدة للسودان للتأكد من عدم صحة الزعم الإسرائيلي طالما أن السودان متيقن من سلامة موقفه.

لسنا الدولة التي لديها كل هذه الإمكانيات حتى نزود الآخرين بالسلاح، كما أننا يجب أن نلتزم بتقديم الدور الذي يتناسب مع موقعنا الجغرافي وترتيبنا من حيث القرب والبعد من غزة.

نعم نتعاطف مع أطفال غزة وأهل غزة ونقدم لهم ما نستطيع من دعم شعبي ومادي وإغاثي، لكن هناك دولا عربية أخرى أقرب وأولى وأقدر وأكثر إمكانية لدعم ومساندة وإنقاذ الوضع هناك..

الشكوى المسبقة قبل قيام إسرائيل بأي خطوة عسكرية ضد السودان يمكن أن تنجح هذه الشكوى في صرف نظر إسرائيل عن السودان وبالتالي تفادي أو تخفيف الخطر القادم وهذا هو الأهم.

يجب أن لا نتأخر حتى يقع الفأس في الرأس ولا تقولوا إن البلاغ لمجلس الأمن تحصيل حاصل فهذا ليس دقيقاً، البلاغ الدولي هو الذي يحافظ على الموقف السليم للسودان ويجنبه الكثير من المخاطر.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي