شوية ولا !!
لأنها ليست من نوع الصور التي تستدعي الضحك بقدر ما أنها تدعو للرثاء لم تضحكني إطلاقاً.. الصورة التي تناقلها نشطاء الواتساب بكثير من التندر والسخرية لاغنام استباحت حرمة واحدة من المؤسسات الحكومية في إحدى الولايات وعاثت في أوراقها قطعاً وتمزيقاً لتلتهمها بالهناء والشفاء، لتضيع بذلك أوراق ثبوتية مهمة ربما سيعاني أصحابها كثيراً في الحصول عليها من جديد، ودعوني أقول إن واقع كثير من المؤسسات في الولايات البعيدة وحتى في الخرطوم دي واقع مؤسف ومؤلم لا علاقة له بمفردة النظافة أو الجمال، وكأن هذه المؤسسة ابن غير شرعي تتقاذفه الطرقات بثياب ممزقة وأنف سائله وعيون يملؤها القذى فتنفر من النظر اليه وتعافيه نفسك، وكدي لاحظوا معاي مداخل كثير من الوزارات أو المحليات أو المؤسسات الحكومية التي تشكو لطوب الأرض إما اهمالها مما ينعكس عليها إتساخاً وفوضى أو تواضعاً في أثاثاتها وما تحويه لدرجة أنك كان عطشان دائر تموت مستحيل تتناول جرعة ماء من حافظات تحسب أنها من مخلفات السيول والأمطار، رغم أن هذه المؤسسات ينفق بعضها إنفاق من لا يخشى الفقر في احتفالات واستقبالات وزيارات، لكن تجي لحدي بند النضافة والتجميل والصيانة تصبح خاوية على عروشها وعلى فكرة هذا السلوك لا أبرره فقط بانعدام الإحساس أو الشعور عند هؤلاء في أن يكون الجمال والأناقة والنظافة هي واحدة من الضروريات وليس الكماليات، ولكنني أرجعه بالتأكيد لحالة عدم الإنتماء التي يعيشونها تجاه هذه المرافق وهم غالباً ما يعتبرون وجودهم فيها فترة مؤقتة يقبضون رواتبهم ومخصصاتهم وما عندهم شغله بالباقي، أن تكون الحيشان جرداء بلا زرع ما مهم، أن يعلو العنكبوت الجدران والأرفف ما مهم، تدخل غنماية تأكل الورق والمستندات ما مهم!! المهم منو أترقى منو اتحفز ومنو سافر ومنو أجز.. لك الله يا بلد.
كلمة عزيزة:
أنا والله تشرفت بمعرفة كثير من مسؤولين على قمة مؤسسات ناجحة هم غاية في الذوق والفهم وحسن التعامل مما يعطي انطباعاً رائعاً عن المؤسسات التي يقودونها لكن بالمقابل يصدمني موظفون أدنى منهم بكثير من الدرجة الوظيفية يبدعون في الجلافة ورفع النخرة (فوق كم) ما عارفها، وهؤلاء ممكن يطنشوك عادي ويكرهوك حياتك إما لأنك ما من ناسهم أولأنهم خلقه كده ما بالعينك، أو لربما أن مصلحة تجمعهم ما تخصهم تقاطعت مع وجودك في الزمان والمكان الذي لا يريدونه!! لتنقلب بذلك الموازين وتضرب كفاً بكف مستغرباً من الماكينة (الزد واي) المركبنها على أجساد ماركة (لادا وفيات).
كلمة أعز:
إذا كانت سامية أحمد محمد نائب البرلمان تجد العذر لمن ضربوا الأستاذ عثمان ميرغني لأنهم خالفوه الرأي، فإنها بهذا الحديث تعد المسرح ممهداً لممارسات مشابهة والمختلفين كثر في الساحة السياسية والثقافية وحتى الرياضية مشكلتنا أن بعض المسؤولين يسبق لسانهم تفكيرهم فيقعوا في هذه الورطات.
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]