صورة القلم وقصص أخرى
“العيد الآخر”
بدت (مريم) في كامل أناقتها ولياقتها البدنية والذهنية، والنفسية، وهي تندرج هابطةً من على درجِ الطائرةِ الرئاسية الفخيمة، واثقة الخطى، منتصبة القامة، مرفوعة الهامة، فاغمة الابتسامة، تضُم رضيعتها بحنانٍ بادٍ للرشقِ والعيونْ، بينما يحمل عنها عبء طفلها الآخر نائب وزير الخارجية الإيطالي، ويستقبلها رئيس الوزراء، وبابا الفاتيكان، وممثلون لمنظمات حقوق الإنسان والحريات الدينية والحقوق المدنية.
وصف رئيس الوزراء الإيطالي (ماثيو رينزي) وصول (مريم) إلى بلده، بأنه (يوم عيد). فكيف سيكون حال العيد في السودان مقارنة بعيد (مريم)؟
ثُمّ: كل عناوين صحف الخرطوم الصادرة أمس وصفت (مريم) بالمرتدة، بينما الحكومة والقضاء يقولان إن محكمة الاستئناف برأتها من تُهمتي الردة والزنا، وأفرجت عنها. غايتو عندنا (جرايد عينة)!! جنها تعاكس الحكومة والقضاء.
(رمزية القلم)
بعض الغيوم المتناثرة لا تستطيع اعتقال الشمس، فسرعان ما تقشع فتنفلت الأشعة من بين ثناياها مرة أخرى. ويحكي مقاربةً: أن مفرزة شريرة كادت أن تزهق روح الكاتب الكبير، ليس لأنه عبر عن رأيه فحسب، بل لأن رأيه تم تزويره أيضاً. لم يمت (ميرغني) فانخعلت قلوباً كثيرة، لكن أضلاعاً أخرى في صدور موغرة بدأت تتهشم ما أن غادر مشفاه رافعاً علامة النصر (V) بقلمين، ضاعفهما له أستاذ الأجيال (محجوب محمد صالح) عندما أهداه مثلهما عند زيارته له (يحمدل له السلامة).
فكرة شارة النصر (Victory) مرسومة بقلمين، ألهمت كثيرين وأخافت كثيرين، فالقلم النظيف مخيف جداً، وقوي جداً، وغير مؤذٍ، ولا يخشاه إلاّ الذين يرزحون في قذارة من أمرهم، لا يخشاه إلا الانتهازيين واللصوص وفاقدي الأهلية والخلق القويم، لذلك تنتصر الأقلام دوماً، وها هو قلم (عثمان ميرغني) ينتصر على الظلاميين، ولأن بعض الغيوم المتناثرة لن تستطيع اعتقال الشمس، فإن أشعتها ستكشف عن الحقيقة عاجلاً أم آجلاً، وحينها سنرى كل الوجوه الآثمة بوضوح.
إنه القلم وكفى.
(ضلوع و ولوغ)
(يا النبي نوح)، تفجّر صوت امرأة عجوز في (طرف الحِلة)، وهي تتابع مشهد تفجير مرقد النبي يونس الذي كان كائناً في محافظة (نينوى) العراقية من (داعش)، المبنى الأثري أصبح أثراً بعد عين في لمحة (بصر).
إنه أمر محزن أن مبنى عمره قرابة الألف عام، بنيّ في العام (138 هــ)، يتم تسويته بالأرض (سمبلة ساكت)، هل هذا هو الإسلام؟ إذا كان هذا هو الإسلام، فإن أضعف الإيمان أن نقول كما قالت العجوز (من طرف الحلة)!!
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي