ثم، أدركَنا الربيع العربي ، وقد جفت مآقينا وخفَتتَ أصواتنا، فناب عنّا القلب بالبكاء، بعد أن أُصبنا بشللِ الذهول ، لهول ما رأينا من مصائب . ذلك أننا أصبحنا لا ندري لمن ندعو وعلى مَن، وقد غدَا المسلمون أعداء أنفسهم ، وهم القاتل و الظالم والقاصف والجاني . ولا ماذا نطلب من الله ، ونحن لا ندري، هل الذين ندعو لهم ونستنجد بهم سيكون فيهم خيرنا أم هلاكنا ؟.
نحتاج بعد الآن إلى وضوح الرؤية، قبل رفع دعواتنا إلى الله ، خشية أن نزيد على سوء تدبير أمرنا ، سوء السؤال. فالسؤال قد يغدو همّاً حسب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي قال لمن ذكر في حضرته قول الله تعالى ” أُجيبُ دعوة الدّاعِ إذا دعانِ” ، قال :” أنا لا أحمل همَّ الإجابة لكني أحمل همَّ السؤال ” .
اللّهم لا تجعل في سؤالك همّنا ، واختر لنا ولا تخيّرنا ، فلقد قسّمونا وشتتوا رأينا ، وجعلوا منا أعداء بعضنا البعض ، وما عدنا نعرف كيف ندعوك بقلب واحد صادق. [/JUSTIFY] [/SIZE]
الكاتبة : أحلام مستغانمي
