عبد اللطيف البوني

اللهم انزل الغيث


[JUSTIFY]
اللهم انزل الغيث

رمية :–
لم يقف الماء المنهمر من السماء على غمر حوش سعد الله بل دخل إلى غرف المنزل ولم يستثنِ منها اي شبر واخذت الاحذية والاواني المنزلية تعوم في فناء الدار فما كان من سعد الله وزوجته واطفاله الا أن اقاموا ترسا عند باب الحوش ليفصل بين الشارع وبيتهم المغمورين بالمياه وطفقوا يأخذون الماء بالجرادل من البيت إلى الشارع في محاولة شبه يائسة لتجفيف بيتهم والحال هكذا جاء بعض الجيران لنجدتهم دون هؤلاء استثنى سعد الله جاره حاج محمد أحمد قائلا له (انت يا حاج علي الطلاق ما تدخل ايدك معانا , لانك السبب في كل هذا ) فاستغرب الجميع لقوله هذا فأضاف (مش انت بعد كل صلاة بتقول الدعاء اللهم انزل الغيث اللهم انزل الغيث؟ اها شفت العملها فينا الغيث ؟)
العصاية :–
دون ادنى شك لو قال احد المصلين اليوم وفي اي مسجد من مساجد الخرطوم وفي دبر اي صلاة من الصلوات اللهم انزل الغيث فلن يرفع معه اي مصل آخر يديه متضرعا هذا اذا لم يرمقوه بنظرات استنكار او قد يصل الامر إلى امطاره بصيحات الاحتجاج فحالة ما بعد الامطار التي تعيشها الخرطوم هذه الايام تغني عن سؤالها فحتى ولو سلمت بعض الاحياء من الوحل والطين فمواطنها سيواجه ببرك الشوارع التي تجعل العربات برمائية وتجعل المارة كما الضباضبة جمع ضب- بجامع السير ملتصقا على الجدار .
سيكون من العبث اذا حاولت أن تقنع مواطنا من مواطني العاصمة او اي منطقة اخرى نكبت بالامطار او السيول بأهمية المطر للبلاد والعباد وانه لولا هذا المطر النازل في البلاد او الماء الذي يأتيها من الامطار في بلاد مجاورة كإثيوبيا ودولة جنوب السودان وجنوبها فان بلادنا سوف تموت من الجوع والعطش كمان . لن يقبل منك احد اذا قلت هذه الايام إن المحل- عدم نزول المطر- سوف يتسبب في نفوق الانعام وتصحر الارض وسوف يتسبب في ارتفاع الدولار ويزيد النزوح للعاصمة فالمواطن المنكوب من الامطار هذه الايام لا يرى امامه الا مصيبته ولن يستطيع احد أن يلومه فمن فقد مسكنه وكثيرا من مقتنياته وجلس في العراء كيف تطلب منه أن يفكر في مستقبل البلاد بمطر وبدون مطر؟ هذا المواطن يحتاج لمن يأخذ بيده ويزوده بالمأوى البديل وما يقتات به ويحتاج لمن يؤاسيه ويتعاطف معه وجدانيا فتلعن معه سنسفيل الحكومة لتقصيرها وعدم تحوطها لمثل هذا اليوم ثم لعجزها عن تدارك الآثار المدمرة وسيقبل منك اذا قلت إن المطر غضب رباني لدرجة التحزلق دينيا بالقول إن كلمة مطر لم ترد في القرآن إلا ومقرونة بالعذاب وهذا صحيح طبعا (ياخي الناس قاعدة تدعو اللهم انزل الغيث اللهم انزل الغيث المفروض ما ينسوا كلمة مباركا فيقولوا اللهم انزله غيثا مباركا )
كسرة :–
إن غرق العاصمة واهلها في مياه الامطار وطينها ووحلها لم يحرم اهلها من رؤية الوجه الآخر للمطر بل حرمت بقية ارجاء البلاد من الاستفادة من نعمة المطر . كيف ومتخذ القرار في العاصمة سوف يغرق معها ويصبح محجوبا عن رؤية ما يجب أن يفعله للاستفادة من الامطار النازلة في سهول البلاد واوديتها
والحكاية محتاجة لتفصيل شوية

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]