جمال علي حسن

الصحة.. وسياسة “cut” الاستعلائية


[JUSTIFY]
الصحة.. وسياسة “cut” الاستعلائية

كثيرة هي المواقف المحرجة التي صار يتعرض لها وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة بسبب سياساته التي تجد حماية كاملة من قيادة الولاية وبعض القيادات النافذة في الدولة.

قضية نقل الخدمات الصحية للمستشفيات والمراكز الطرفية وتجفيف مستشفيات وسط الخرطوم وتحويلها إلى مستشفيات مرجعية وتحويلية، هذه السياسة نظرياً قد تكون صحيحة حسب وجهة نظر الخبراء في المجال الصحي وبشرط التدرج والإعداد الجيد، ولكن وبلاشك فإن آلية وإدارة تنفيذ هذه السياسة بها الكثير جداً من الأخطاء وسوء التقدير. حيث يتعامل وزير الصحة بطريقة (cut) التي لا تخلو من الاستعلائية والظن باحتكاره الفهم والحكمة.. واحتكاره للطريقة (الصاح) في إدارة هذا الملف دون الآخرين ودون المعترضين والمحتجين الذين يتعامل معهم وزير الصحة وكأنهم مرضى في غرفة الجراحة. حيث لا يمتلك المريض القرار ولا الفرصة للتعبير عن موقفه من تلك الجراحة التي يقوم الأطباء بإجرائها لإنقاذ حياته..!!

الطريقة غير حكيمة والتعامل بنظرية (الكلب ينبح والجمل ماشي) تجعل المواطن يتمسك بموقفه من تلك السياسة خاصة وأن السيد وزير الصحة دكتور مأمون هو حالة استثنائية في طاقم الوزراء والمسؤولين في الدولة كونه المسؤول الوحيد الذي يتولى وزارة يستثمر في مجالها، وهذا وضع غريب في واقع يتداخل فيه الخاص بالعام حسب ثقافتنا الاجتماعية، وبالتالي يكون وضع الوزير وضعا ملتبسا يفتح الباب على مصراعيه للظنون بأنه لن يتخذ قرارات تتقاطع مع مصالحه.

هذا الوضع مصحوبا بطريقة حميدة في إدارة عمل الوزارة، كان يقتضي على قيادة الدولة أن تتدخل لمنع الالتباس، وتدخلها له خيار واحد وليس خياران، وهو استبدال هذا الوزير وإبعاده عن موقعه كوزير صحة في ولاية قد يكون هو أكبر مستثمر صحي خاص فيها.. ماتعرض له وزير الصحة من هتافات مجموعة من العاملين في مستشفى الخرطوم خلال زيارة الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية بحضور السيد والي ولاية الخرطوم والسيد وزير الصحة الاتحادي يؤكد أن الموقف العام من سياسة نقل المستشفيات للأطراف مرتبط في الذهنية العامة للناس بالوزير مأمون حميدة، وطالما أنها سياسة عامة للدولة فإن ذلك يعني أن تنفيذها يمكن أن يتم بدون شرط وجود مأمون حميدة.. نحتاج لوزير يدير هذه العملية الجراحية بلا أضرار جانبية وبطريقة سلسة وهادئة ومقنعة تجعل المواطن على يقين بأن المشروع يصب في مصلحته أولا وأخيرا، كما أن هذه الجراحة الكبيرة في النظام الصحي في السودان تحتاج أيضاً للتدرج الموضوعي بالمراحل بحيث لا يتسبب التغيير في الإضرار بأي عامل أو موظف أو طبيب أو معاون طبي. ولكن متى يتعلم هؤلاء إدارة أمورهم بالحكمة والهدوء والأخذ والرد .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي