عبد الجليل سليمان

حكايات العيد الخرطومي


[JUSTIFY]
حكايات العيد الخرطومي

“هجرة السيدة”

والسيدة هي “مريم” التي كانت على بعد خنصر من حبل المشنقة بتهمتي الردة والزنا قبل أن تبرئها الاستئناف منهما، ثم تسافر على متن طائرة ناعمة (خاصة) إلى روما وتحظى باستقبال رسمي وديني لم تكن تحلم بهما أبداً.

ويُحكى أن “مريم” وبعد أن باركها بابا الفاتيكان وعمدها، حلت مع طلائع بالولايات المتحدة الأميركية مواطنة ذات حظوة ومحل احتفاء.

وتقول حكايات المدينة، إن الأثر النفسي لحكاية “مريم” على قطاع واسع من الشباب الذين يحلمون بالهجرة (بأي ثمن) حتى ولو كانت أرواحهم (كحالة المهاجرين إلى ليبيا)، ربما يكون بالغاً في الفترة القادمة.

نحتاج دراسة نفسية عميقة لمدى تأثير (حالة مريم) على تلك الشريحة، دراسة تجعلنا (نلم الموضوع) قبل تفاقمه وانتشاره وقبل أن تنتج عنه إذا ما تفاقم تصرفات تجعل ردود الأفعال تجاهها كارثية ولات حين مندم.

“حالات تسلل دموي”

مبذولة قصة المُلثمين الذين اقتحموا مقر يومية (التيار)، وكادوا أن يزهقوا روح رئيس تحريرها في وضح النهار، إنه أمر مخيف أن تتبعها حادثة أخرى (أول العيد) صعدت على حد مدية نجلاء بروح “هاشم سيد أحمد” مدير شركة الأقطان السابق إلى بارئها بأربع طعنات سددها (مجهول) كان ينتظره بمنزله بالجريف غرب بعد عودته إليه من صلاة العشاء.

يُحكى أن الرجل كان محبوباً بين جيرانه، ويحكى أن أحداً لم يكن يتوقع أن يقتل بهذه الطريقة الدموية، وأن الأمر هذا، وذاك فيما يخص حادثة التيار، جعل المواطنين يشعرون بعدم الأمان في منازلهم ومكاتبهم، إذ يمكن في أي لحظة لهؤلاء المتسللين الدمويين و(القتلة) المحترفين الوصول إلى شخص حتى ولو كان في أبراج مشيدة أو حرز أمين.

وما لم، تُحاصر الظاهرة، ويلقى القبض على مرتكبي الحالتين، فإن ما يشبه الفوضى سيسود إذا ما اضطر المواطن إلى الدفاع عن نفسه، ونتمنى أن لا يحدث هذا.!

“ميدالية برونزية”

هي حكاية قديمة، فالخرطوم مدينة بالكاد تستطيع ستر عورتها، فما إن تهطل (رشة) خفيفة حتى تصعب الحركة وتغلق الطرق، ومما يحكى بصحبة قادم من السعودية لقضاء العيد بين أهله، أن صالة الوصول بمطار الخرطوم أضحت (بركة آسنة)، فاضطر القادمون حينها (قبل العيد بيومين) إلى ممارسة رياضة المشي على الماء، وهي رياضة سودانية حصرية، نوصي بتطويرها والترويج لها حتى تجد مساحة في الأولمبياد القادمة، على الأقل نضمن ميدالية حتى ولو برونزية.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي