خليها على الله..!!!

* نفر من العلماء كانوا قد حذروا من الإكثار من شرب الشاي لأنه (يرفع الضغط)..
* وآخرون- من العلماء- قالوا: (بل احتسوا من الشاي هذا ما شئتم لأنه يقوي القلب ومضاد للأكسدة)..
* والمشي نصح به علماء لأنه ينشط الدورة الدموية وينظم ضربات القلب..
* والإقلال من المشي هذا نصح به علماء- كذلك- لأنه قد يسبب إجهاداً يؤدي إلى نتائج عكسية..
* ومعمر أمريكي قال في سياق حوار صحفي أُجرى معه إنه التزم بتعليمات الأطباء فصار (يمشي)
مذ بلغ الستين من العمر..
* ثم أضاف باسماً: (الحمد لله أنا ملتزم بالمشي هذا طوال أربعين عاماً حيث صرت ابتاع سجائري
بنفسي بدلاً من إرسال أحد !!)..
* والسمن الحيواني الذي يحذر منه العلماء بشدة الآن لم يتوقف جدنا عن شربه إلا بعد أن (توقف)
قلبه عن الخفقان عند العام الـ(مائة)..
* ثم كان يقول عند تحذيره من عواقبه : (خليها على الله)..
* ولافتات لحكومة ولاية الخرطوم (تملأ) الشوارع هذه الأيام تحذيراً من مخاطر التبغ..
* وإذ تبدو حكومة الولاية حريصةً على صحة المواطن عبر تحذيراتها هذه فهي تتعامى قصداً عما هو أشد ضرراً عليه ..
* فهنالك من لا يتعاطون التبغ ولكنهم أصيبوا بـ(الضغط!!) على النحو الذي أقرت به حكومة الولاية نفسها قبل فترة ..
* وهناك من أُصيبوا بالقرحة أو السكري أو الفشل الكلوي أو الاكتئاب الحاد الذي قد يُفضي إلى الجنون..
* بل من بين (رعايا) حكومة الولاية الذين تخشى عليهم من النشوق هؤلاء من جُنَّ (عديل)..
* والمعمر الأمريكي ذاك لو كان عاش عاماً واحداً (تحت كنف) حكومة ولايتنا لكان صندوق
جثمانه قد عبر البحار نحو مسقط رأسه ..
* فالرسوم والجبايات والاتاوات و التسويات و (وحشية الأسعار) أشد فتكاً بالمواطن من التمباك
والسجائر والشيشة..
* و كذلك زيوت الراجع و لحوم (الكيري) وفراخ الهرمونات ومياه الصرف و(تفحيطات) أبناء الوزراء
بشارع النيل ..
* فهل المواطن مسؤول عن مسببات الخطر هذه بمثل ما هو مسؤول عن تعاطيه التبغ ؟!..
* فالخلاصة- إذاً- أن مخالفة نصائح العلماء والأطباء قد لا تؤدي بالضرورة إلى ما يُحذِّر منه العلماء هؤلاء..
* بل إن من النصائح هذه ما يناقض بعضها بعضاً على النحو الذي ذكرنا..
* ولكن كيف السبيل إلى مخالفة (أقدار) ولائية يواجهها المواطن (من صباح الرحمن) وحتى أوان
ظهور الوالي في نشرات فضائية الخرطوم ؟!..
*بل إن الوالي عاجز الآن عن درء (مخاطر) الخريف عن مواطني ولايته رغم حديثه الكثير عن
(الاستعدادات) عبر فضائيته ..
*وكل الذي قدر عليه الآن هو الخوض في مياه الأمطار مع الخائضين متميزاً عليهم بـ(التهليل والتكبير) ..
*وفي روايته التي عنوانها (خليها على الله) – كما عنوان كلمتنا هذه – يروي لنا يحيى جانباً من الظلم
الذي يمكن أن يحيق بالمواطن من تلقاء السلطة ..
*ومن أمثلة الظلم هذا أن الفلاح المسكين يقف أمام القاضي شارحاً مظلمته : (أصل الجاموسة بتاعتي
يا سيدنا الأفندي ……) ..
*فيقاطعه القاضي المتعجل اللحاق بقطر الصعيد وهو محمل بالخيرات :(جاموسة إيه وبتاع إيه؟ إنت
ح تحكيلي قصة حياتك؟ خمسة شهور سجن ؛ يللا اللي بعده) ..
* فيا مواطن الولاية المسكين : (خليها على الله !!!!) .
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة المستقلة
