ضياء الدين بلال

(كلو تمام)!


[JUSTIFY]
(كلو تمام)!

جرس الهاتف لم يتوقف طوال يوم أمس.
التعليقات تفيض بها الأسافير، في كل مواقع التواصل الاجتماعي.
التعجب والدهشة بلغا حدَّهما القياسي.
صور الصبيَة الذين اصطادتهم كاميرا سعيد عباس، وهم يسبحون في أعلى كبري القوات المسلحة، لم تعد صوراً للتداول المحلي. خرجت من ذلك النطاق إلى العالمية.
هذا لا يحدث إلا في السودان (حوض سباحة على كبري لمرور السيارات)!.
والتحدي لا يزال مستمراً:
(هذه المساحة في العمود، مضافة إليها صفحة كاملة مجانية، مهداة للشركة المنفذة وللاستشاريين، ليقدموا تبريرات علمية، تقنعنا أن وجود البرك المائية الصالحة للسباحة والصيد وتوالد الضفادع في أعلى كبري القوات المسلحة، أمر عادي وطبيعي، ولا يدل على وجود خلل فني فادح)!.
الشركات والجهات الرسمية تلتزم الصمت المهين.
لا توضح ولا تفسر ولا تعترف!.
وموقع “سودان ناس”، الشهير في الشبكة العنكبوتية، يخرج بخبر على صدر صفحته ذات المقروئية العالية، يذكر فيه الآتي:

صور تظهر عيوباً فاضحة لكبري القوات المسلحة بعد الأمطار تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.
أثارت صور التقطها مصور صحيفة (السوداني)، لأطفال شبه عُراة، يسبحون بمياه أمطار متجمعة بجسر القوات المسلحة الذي يربط بين جنوب وشمال العاصمة السودانية الخرطوم؛ أثارت انتقاداً لاذعاً للمهندسين والمسؤولين عن صيانة الجسر التي تمت حديثاً، وظهر على الصورة تجمُّع مياه غزيرة بالجسر، نتيجة للأمطار التي هطلت على العاصمة السودانية خلال اليومين الماضيين، مما يشير إلى عيوب هندسية فادحة، يمكن أن يتفاداها أصغر عامل بناء.

وقد علق على الصورة عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بعبارات ساخرة وناقدة وممتعضة، لما وصل إليه الأمر، لدرجة الحيّرة في كيفية تصريف المياه!.
صديقنا الباشمهندس طارق زروق، من النرويج، يعلِّق على الصور بإفادة علمية مقتضبة:
(عموماً هنالك مواصفات هندسية تختص بالتصريف في الطرق والكباري، تعتمد في الأساس على دراسات إحصائية لأعلى المعدلات خلال ٥٠ عاماً إلى ١٠٠ عام سابقة للأمطار، ومن ثم توقع أعلى كمية متوقعة من الأمطار مع زيادتها بمعامل أمان، ومن ثم وضع التصاميم الهندسية اللازمة لتصريف هذه المياه، عن طريق ميول مناسبة في الطرق والكباري، وفتحات للتصريف تتناسب مع كمية المياه المتوقعة).
ولا نزال في انتظار التعليق أو التوضيح من الشركة المنفذة للامتدادات الجديدة للكبري، والجهة الرسمية التي استلمت وقالت بسذاجة أو بمكر: (كلو تمام)!.
[/JUSTIFY] [EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني