مصطفى أبو العزائم

قارب الحكومة..!


[JUSTIFY]
قارب الحكومة..!

بالأمس ركبنا مع الحكومة في مركبها العائم، الذي يحمل تطلعات الناس، وآمالهم وأحلامهم في عبور بحر الأزمة والمعاناة، وجلسنا إلى ربّان القارب، نستمع إليه وإلى معاونيه حول قضيتين رئيسيتين داخل قاعة الاجتماعات الكبرى بمجلس الوزراء في الخرطوم.

كنا خمسة من الصحفيين شاركوا في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء أمس برئاسة السيد رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن أحمد البشير، وقد كانت الجلسة موسعة شارك فيها عدد من ولاة الولايات المتضررة جراء السيول والأمطار الأخيرة، إضافة إلى المختصين في شأن الدفاع المدني والإغاثة، في الجزء الأول من الجلسة التي استمرت منذ الحادية عشرة والنصف صباحاً، وحتى الثانية والنصف ظهراً تقريباً.

موضوع الخريف لم يكن شغل الحكومة الشاغل وحدها، بل كان شغل الناس الشاغل بلا استثناء، وكثير منا كان يرى أنه خريف كارثي تسبب في أزمة كبيرة، كأنما النعمة أذى، لكن العقلاء يتساءلون: «متى كانت الأمطار مشكلة؟».. ونحن نعلم أن المشكلة فينا نحن لا في الأمطار، ونحن والحكومة في قارب واحد، إن غرق غرقنا، وإن نجا نجونا.

بعض الوزراء صوبوا سهام نقدهم إلى أداء بعض أجهزة الإعلام لكننا دعونا لأن يكون دور الإعلام هو استنهاض الهمم، والعمل على إحياء القيم، مثلما حدث في خريف عام 8891م، والذي صحبته فيضانات محت كل ما صادفها من مبانٍ أو مرافق هشة، في ظل انعدام تام للخدمات من مياه وكهرباء ونقل، إذ كانت تلك الفترة من أسوأ الفترات التي مرت بها بلادنا، مما دفع ببعض الدول الصديقة إلى مدنا بـ «الساندوتشات» التي جاءت داخل طائرات النقل.

الآن أحوالنا تغيّرت كثيراً بحمد الله، لم يعاني أهل المدن الكبرى معاناة خريف 8891م، لم ينعدم الغذاء ولا الخبز وظل الإمداد المائي والكهربائي على حاله إلا في حالات نادرة.. أما أهلنا في الأرياف والبوادي فهم الأفضل والأحسن حالاً والأسعد بهذا الدفق المائي الرباني الذي سيزيد من المساحات المزروعة ويوسع من مساحات الرعي الطبيعي، وتنمو فيه الحشائش وتبقى لأطول فترة ممكنة، وتمتليء الحفائر، وتزداد ثروتنا من المياه الجوفية.. لكن واجبنا الآن وواجب الحكومة بكل مؤسساتها أن تصدر القوانين وأن تفعلها بشجاعة وجرأة بحيث تتم إزالة المباني والأحياء العشوائية أو المخططة القائمة في مجاري السيول، وأن يتم تعويض أصحابها في مناطق آمنة وأن يتم تمويلهم من خلال القروض الحسنة لتشييد بيوتهم بالمواد الأسمنتية «البلك» والتي أثبتت متانتها ومقاومتها للأمطار النازفة والسيول الجارفة ولم يسقط منها بيت أو يتهدم جدار.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]