حيدر المكاشفي

سمك لبن تمر هندي أو توعدات

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] سمك لبن تمر هندي أو توعدات [/B][/CENTER]

جماعة أبوحمزة

اطلعت بالأمس على البيان الأخير للجماعة التي تطلق على نفسها مسمى (جماعة أبو حمزة لمحاربة الكفر والزندقة) الذي توعدت فيه شخصيات إضافية بالويل والثبور وأصدرت عليهم أحكامها التي تراوحت ما بين الخفيفة والعنيفة على حد زعمها، واحتشد البيان بحسب التلخيص الذي نقله موقع (سودان فريدم) الإليكتروني بتهديدات جديدة حملت توقيع من أسماه المتحدث الرسمي باسم التنظيم “الشيخ مصعب” تتوعد بتنفيذ عمليات نوعية ضد ثلاثة من ضباط جهاز الأمن والمخابرات السوداني (لم يسمهم البيان) قال إنهم تخصصوا في ضرب الجماعات الجهادية وتسببوا في خسارة مجاهدي خلية الدندر، واعتقلوا منفذي حادثة اغتيال الأميركي جون قرانقيل وسائقه السوداني في مطلع عام 2008، على يد جماعة جهادية ألقت السلطات القبض على أربعة من عناصرها وحاكمتهم بالإعدام، الا ان بعضهم نجح في الفرار من معتقل كوبر منتصف “يونيو” من عام 2010 عبر احد مجاري الصرف الصحي، قبل توقيفهم من قبل السلطات

بولاية غرب دارفور. كما قرر البيان تعجيل تنفيذ ما وصفها بالأحكام الخفيفة الصادرة ضد كل من الصحافي صلاح عووضة والعضو المنتدب السابق لشركة سكر كنانة محمد المرضي التجاني الذي تتهمه الجماعة بتمويل “أفكار الشيعة الرافضة في السودان”.

وكذلك توعدت الجماعة الشيخ النيل أبوقرون المتهم بالترويج للتشيع والزعيم القبلي في دارفور موسى هلال، وفقاً لأحكام شرعية جديدة أصدرتها محكمة الجماعة التي قال البيان إنها التأمت بضاحية أدلب بسوريا في غرة العيد.

وكانت الجماعة تبنت في بيان سابق الاعتداء على رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني، الذي هاجمه ملثمون بمكتبه قبل أقل من ساعة من موعد الإفطار الرمضاني واعتدوا عليه وهو صائم بالضرب إلى أن فقد وعيه، وقبل حوالى العشرة أعوام كانت ذات الجماعة قد أصدرت بياناً هددت فيه مجموعة من الشخصيات العامة بالتصفية الجسدية، كان من بينهم الناشط السياسي الأستاذ الحاج وراق والمحامي والناشط السياسي والحقوقي كمال الجزولي وايلي حداد والإعلامي المعروف الأستاذ الطاهر حسن التوم إن لم تخني الذاكرة إضافة إلى آخرين.

الشاهد في هذا البيان الأخير والذي سبقه بفترة قصيرة، أن هذه الجماعة سواء كانت حقيقية أو وهمية أو أنها جهة تتخفى تحت هذه اللافتة أو حتى لو كانت شخصاً موتوراً ومهووساً، يلاحظ أنها عادت للظهور بعد غيبة متطاولة مرت خلالها العديد من الأحداث والقضايا الكبيرة، الأمر الذي يدعو للتساؤل والتشكك حول دوافع وأسباب ظهورها الآن بعد ذلك الغياب الطويل، وثمة ملاحظة أخرى جديرة بالانتباه والتحليل هي هذه المتناقضات والأضداد التي تحويها بياناتها الراعدة والمتوعدة التي استحقت معها أن يطلق عليها عن جدارة عبارة سمك لبن تمر هندي التي تصلح لوصف حالات الفوضى العارمة على الاختلاط في المفاهيم والعلاقات والسلوك إلى درجة قد تثير الضحك أو البكاء أو الاثنين معاً، وإلا ما الذي يجمع بين وراق وايلي حداد والطاهر حسن التوم، وما الذي يضع الصحافي عثمان ميرغني والخبير في صناعة السكر محمد المرضي في سلة واحدة، وما الذي يضم عووضة وجهاز الأمن والنيل في قائمة واحدة، ولكن مهما كانت اللخبطة والخربطة فالحذر يوجب أخذ هذه البيانات المربوكة مأخذ الجد.

[/JUSTIFY][/SIZE]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي