جمال علي حسن

لو أراد الوطني أن ينطح السحاب


[JUSTIFY]
لو أراد الوطني أن ينطح السحاب

أطرف تعليق كان من مرافقي عند مرورنا أمس بدار حزب المؤتمر الوطني في شارع المطار، قال معلِّقاً على المباني الجديدة التي تطل برأسها الطامح من خلف السور الخارجي: “يا جمال هسه دا شغل حزب داير يسلم السلطة ويمشي؟”..!

قلت له: ومن الذي قال إن المؤتمر الوطني قد زهد في الحكم والسلطة..؟ أو أنه ينوي الرحيل؟.. إن ما أعلن عنه المؤتمر الوطني عبر خطاب رئيسه السيد رئيس الجمهورية في تلك الأيام لم يكن زهداً في السلطة بل كان ينم عن نوع من التفكير عالي الذكاء لتجديد وجوده في السلطة بدرجة شرعية أعلى.. وكانت البداية ممتازة بأن تحلل الحزب من مخاوف إتاحة الفرصة والمجال للآخرين، لكن شيئاً ما دخل على الخط فأفسد معاني تلك البدايات الخطيرة التي انطلقت بعد الخطاب.. وساوس أو مخاوف شاذة كما يسميها علم النفس..

فبعد انطلاقة الحراك المفتوح كان كل شيء تفعله المعارضة يصب في مصلحة المؤتمر الوطني، لو كانوا يتعمقون في الصورة التي ظهرت بها المعارضة في الساحات والندوات حيث كان واضحاً للجميع أن أحزاب المعارضة بدت ضعيفة واهنة تراهن على إعادة عرض مناقص النظام وأخطائه.. عبر الفيلم الـ(بايخ) جداً والضعيف الإعداد والإخراج الذي قدمته حيث لا أبطال ولا مخلِّصون في حبكة السيناريو.. وكانت كل ندوات المعارضة تضيف نقاطاً تراكمية جديدة للحكم والسلطة بدلا من أن تقدم تصورات وبرامج بديلة ومدهشة وأفكار منقذة للاقتصاد وللحوار وللسلام وللفساد حتى، فحتى الفساد الذي كانت المعارضة تتهم الحكومة بممارسته، لم تنجح في تقديم أدلة وشواهد وبراهين بجهدها غير تلك الشواهد التي كانت الصحافة قد كشفتها، ترددها المعارضة وتردد معها وصفها للصحافة بأنها (الصحافة الإنقاذية) وهي التي كشفت للرأي العام معظم تلك المعلومات التي كانت قيادات المعارضة ترددها وتلحنها وتموسقها خلال الندوات.

الحزب الحاكم لم يصبر على نهاية زمن الامتحان فتعجل بتقديم تبريرات و(مراقات) تنقذ المعارضة من ضعف أدائها وكأنها مغنٍ معطوب الصوت بدأ حفله بمقطوعات موسيقية وهمهمات ناشزة ومحبطة للحضور ولكن وقبل أن يكمل أغنيته الأولى قطع أحدهم الكهرباء عن المايكرفون فالتقط العذر المنقذ وتشبث به ونزل من المسرح.

لا تزال هناك فرصة لإقناع المغني بمواصلة الحفل وحينها سيطيب للحزب الحاكم رغم كل المآخذ عليه لكن سيحلو له بحكم الواقع الذي أمامنا أن يشهق وحده في مبانيه وينطح بها السحاب بشرط أن يلتزم بالقليل من الصبر هذه المرة..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي