سبحان الله !!!

*ومن عجائب السياسة التي لا تنقضي – في زماننا هذا – ما خطه قلم أحمد إبراهيم الطاهر يوم الأول من أمس..
*وقبل أن أتحدث عن (عجيبة) الطاهر هذه أشير إلى عجيبة أخرى وهي هرولة المبعدين عن مناصبهم نحو الصحافة ليكتبوا فيها ما لم يقولوه – أو يفعلوه – وهم (متمكنون)..
*فما أن (يُفطم) الواحد من هؤلاء حتى يمسك قلمه يدبج المقالات الطوال تغزلاً في (جمال) كل الذي ظلنا نكتبه نحن ولم يكن – في نظرهم- إلا (قبيحاً)..
*فتراهم يكتبون – مثلاً – عن ضرورة بسط الحريات، أو إشاعة العدل، أو محاربة الفساد، أو إنهاء ظاهرة (الكنكشة)..
*أما الذي كتبه رئيس المجلس الوطني السابق – أحمد الطاهر – فهو عين الذي كنا نكتبه نحن فلا يُسمع صداه مع صخب (التصفيق) تحت قبة البرلمان..
*ومن أشهر (الصفقات) هذه – خلال حقبة (مولانا)- تلك التي أعقبت زيادة سعر السكر غير عابئةٍ بالغضب الشعبي الذي أسفر عن (شهيد)..
* شهيد تظاهرة السوق العربي – لو تذكرون – رغم أن الشهادة هذه تمناها كثيراً الطاهر عقب كل سقوطٍ لطائرة أنتينوف وهو جالس هناك بجوار النيل و(النسيم يجيب من توتي أصوات المتر)..
*المهم أن الطاهر هذا كتب مقالاً صحفياً يقول فيه – و يا سبحان الله – أن الشعب الذي فوض الحاكمين يجب أن يكون له حق (الرقابة !) عليهم..
*(طيب ما كنت) أنت على رأس الجهاز الذي يُفترض أن يمارس الرقابة هذه سنين عددا يا مولانا الطاهر فماذا فعلت ؟!..
*لم تفعل أي شيء سوى تمرير قرارات الحاكمين هؤلاء ومعها (صفقة) يتخللها التهليل والتكبير..
*بل إن بعض المنسلخين من جهازك الرقابي هذا – ومن المؤتمر الوطني – وصفوه بأنه (برلمان البصم !)..
*وبسبب مثل النقد هذا – من قبل الصحفيين – اتخذ الطاهر مواقف معادية للصحافة بلغت حد المقاطعة أحياناً..
* الصحافة ذاتها التي يكتب فيها الآن بعد أن لم يعد (رئيساً) معيناً من قِبَل الحاكمين..
*والله لو كان قال كلامه هذا وهو على رأس الجهاز الرقابي – ثم أتبعه بعمل – لكان اسماً على مسمى في نظر الناس..
*ولكن من الناس هؤلاء من يضرب كفاً بكفِ الآن – دون محاكاة لتصفيق النواب – وهو يتساءل (إشمعنى هسه يعني ؟!)..
*نعم ؛ لماذا الآن يا الطاهر وقد (مُكنت) في منصب كان يتيح لك إنزال كل الذي كتبته البارحة إلى أرض الواقع ؟!..
*هل كنت تخشى الحاكمين الذين تطالب الآن – والآن فقط – بضرورة اخضاعهم للرقابة ؟ فالله كان أحق أن تخشاه إذن ..
*فإن لم تكن تخشاهم – وإنما تخشى الله – فأرنا سبباً واحداً لحالة (البصم) و(التصفيق) و(التمرير) التي كان عليها البرلمان في عهدك وأنت ساكت..
*أو أن تظل ساكتاً بعد جلوسك الآن في مقاعد (المصفقين!!!).
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم
