تحقيقات وتقارير
ميليباند في الخرطوم ..هل من جديد؟
زيارة الرجل الاول في الخارجية البريطانية المرتقبة الى السودان سبقها إعداد جيد تمثل في اللقاءات التي جرت في الخرطوم ولندن تمهيدا لهذه الزيارة، وكان اخرها لقاء مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع بسفيرة بريطانيا بالخرطوم الدكتورة روزاليند مرسيدند ظهر الثلاثاء الماضي، وهو اللقاء الذي بحث كما جاء على لسان الدكتور نافع علي نافع في تصريح لوكالة السودان للانباء القضايا ذات الاهتمام المشترك ومسيرة العلاقات الثنائية والموضوعات التي ينتظر ان يبحثها وزير الخارجية البريطاني مع المسئولين بالبلاد، وفي مقدمتها مسارتطبيق اتفاق السلام الشامل بما فيه الانتخابات وماوجدته من اشادة وما يمكن ان تقدمه بريطانيا من دعم فني ولوجستي لمفوضية الانتخابات عند قيامها. واضاف دكتور نافع لقد اتفقنا خلال اللقاء على ضرورة اجراء حوار عميق حول دارفور لتوحيد الرؤى لتعزيز مسيرة السلام في المنطقة
لقاء نافع بالسفيرة البريطانية سبقه بأيام بيان من وزارة الخارجية البريطانية رحبت فيه بالاتفاق الذي تم الشهر الماضي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان لتسوية الاختلافات بينهما بشأن أبيي.
واعتبرت الخارجية البريطانية اتفاق أبيي خطوة كبيرة في مواجهة التحديات المستمرة الكامنة أمام التوصل إلى سلام دائم في السودان. وقال البيان ان بريطانيا تقف على أهبة الاستعداد لدعم كل من الحكومة في الخرطوم وحكومة الجنوب في جوبا في الجهود الرامية للتوصل إلى حلول على المدى الطويل للقضايا التي تتمحور حول أبيي، والاستمرار في تقدمهم تجاه التطبيق الكامل لاتفاق السلام الشامل.
وتعد زيارة ميليباند المرتقبة للسودان امتدادا للحوار الذي جمعه في لندن في الثامن والعشرين من ابريل الماضي بوزير الخارجية دينق ألور وهواللقاء الذي شارك فيه ايضا مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل والذي لامس العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بحسب موقع وزارة الخارجية البريطانية.
وديفيد رايت ميليباند وزيرالخارجية البريطاني من مواليد مدينة لندن في الخامس عشر من يوليو العام 1965 (سيحتفل دون شك بعيد ميلاده الثالث والاربعين بعد ايام قليلة) هو الابن الاكبر لمهاجر بولندي من اصول يهودية اسمه رالف ميليباند عاش جده لابيه في وارسو حيث كان جنديا بالجبش الاحمر هاجر بعد ذلك الى بلجيكا وفي العام 1940 وبعد ان غزاها هتلر غادر الى بريطانيا .
ديفيد ميليباند الذي كان طموحه في صغره ان يصبح (محصلاً) في حافلات لندن الشهيرة ـ بحسب بعض من كتبوا عن سيرته الذاتية ـ تعليمه الابتدائي والثانوي في لندن وحاصل علي شهادة جامعية في العلوم السياسية.
بعد تخرجه من الجامعة اشتغل بالعمل الطوعي وخلال الفترة من 1989 وحتي 1994 عمل باحثا ومحللا بمعهد بحوث السياسات العامة وفي العام 1997 أصبح مديراً للسياسات في حملة رئيس الوزراء السابق توني بلير الانتخابية. وبعد فوز بلير بالانتخابات عينه مديرا لوحدة السياسات في مكتب رئيس الوزراء وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت في بريطانيا العام 2001 اصبح ميليباند نائبا في البرلمان عن ساوز شيلد وبعد دخوله البرلمان بعام اصبح مسؤولا عن المدارس في وزارة التعليم وفي العام 2004 اصبح وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء وفي الخامس من مايو العام 2006 خلف مارغريت باكيت في منصب وزير الدولة للبيئة والشؤون الريفية وفي 28 يوليو 2007 اي بعد يوم واحد فقط من تولي غوردون براون رئاسة الوزراء خلفاً لتوني بلير -الحليف الإستراتيجي لجورج بوش- اصبح ميليباند وزيرا للخارجية.
تقول عنه هيئة الاذاعة البريطانية وهي تسرد سيرته الذاتية ان تعيينه في منصب وزير الخارجية يعكس تغييرا في السياسة الخارحية لبريطانيا فقد انتقد حرب اسرائيل الاخيرة على حزب الله كما انه انتقد الولايات المتحدة الامريكية في شأن التغييرات المناخية خلال زيارة قام بها لواشنطون. والسؤال الذي نطرحه هنا هل ستشكل نتائج الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية البريطاني للسودان تغييرا في التعاطي البريطاني مع الشأن السوداني هذا ما ستكشف عنه الايام المقبلة.
ويكشفه أيضاً الموقف المختلف تماماً عما كان يتبعه بلير في تبعيته العمياء لبوش.
الوليد مصطفي : الراي العام [/ALIGN]