مصطفى أبو العزائم

الحوار المجتمعي..


[JUSTIFY]
الحوار المجتمعي..

في أحد المؤتمرات الأقليمية الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية» أديس أبابا» وكانت تجري على هامشه مفاوضات بين الرئيسين المشير عمر حسن أحمد البشير، والفريق سلفاكير ميارديت، حول القضايا العالقة بين البلدين عقب الإنفصال، كان هناك جمع كبير من الصحفيين والصحفيات الأجانب، يسدون المداخل إلى قاعات التفاوض، وكانت إلى جانبي صحفية فرنسية، سألتني إن كنت سودانياً، فأجبت بـ «نعم».. لكنها عادت لتسألني من جديد: «من أي السودانيين؟» فأجبتها بأنني من الدولة «الأم» أي جمهورية السودان التي خرجت منها الدولة الجديدة جمهورية جنوب السودان.

ونحن في ذلك الحوار، ظهر وفد دولة الجنوب وعلى رأسه الفريق سلفاكير ميارديت، الذي ما أن رآني حتى إبتسم، وأتجه نحوي محيياً بالتحية السودانية المعروفة بتلاقي الأكف مع الأكتاف، وكذلك فعل بقية الوفد. وكانت الصحفية الفرنسية تنظر إليّ في دهشة ظاهرة.

لم تمر دقائق، حتى ظهر وفد السودان يتقدمه الرئيس البشير، الذي حيّاني بالأسم وإبتسامة كبيرة، وأتجه كل منا نحو الآخر ـ والمسافة قريبة ـ لنحيي بعضنا البعض بذات التحية السودانية، بتلاقي الأكف مع الأكتاف مع ترديد عبارات السلام المعتادة.. والصحفية الفرنسية تنظر ودوائر دهشتها تتسع حتى لكأنها لم تستوعب الحدث.

سألتني الصحفية الفرنسية وقالت لي: «أي الرئيسين صديقك؟» ضحكت وقلت لها أن الصحفيين في مجتمعنا معروفون للخاصة مثلما هم معروفون للعامة. زالت إبتسامتها بما يدل على أن إجابتي بالنسبة لها غير مقنعة.

في «الخرطوم» قبل أشهر إلتقينا مجموعة من قيادات العمل العام السياسي والتنفيذي والإعلامي والمجتمعي داخل منزل أحد سفراء الدول العربية الشقيقة، وقد ضم اللقاء حكاماً ومعارضين، ووزراء حاليين وسابقين، وكان الجميع يتبادلون ذات التحية السودانية الخالصة بتلاقي الأكف مع الأكتاف مقترنة بعبارات السلام السودانية المعتادة، فما كان من السيد السفير العربي إلا أن ينظر إلى سفير دولة شقيقة أخرى كان إلى جانبه وقال له إن هؤلاء السودانيين يعرفون بعضهم البعض بصورة «مدهشة».

تذكرت الصحيفة الفرنسية «المندهشة»، وتذكرت الموقفين الأثنين عندما تلقيت دعوة رئاسة الجمهورية من الدكتور فضل عبد الله فضل وزير الدولة برئاسة الجمهورية، وفيها ينقل إلينا ـ نحن ثلاثة من داخل الصحيفة ـ دعوة السيد رئيس الجمهورية لنا للمشاركة في جلسة إبتدار الحوار المجتمعي التي تبدأ عند الحادية عشرة من صباح اليوم الأحد.

تمنيت لو أن مجتمعنا هو الذي يقود عملنا السياسي.. والله ما كان لنا أن نعاني ابداً.. ولقاء اليوم الذي جاء بمبادرة من السيد رئيس الجمهورية، هو فرصة لأن نخرج من نفق أزمة السياسة الضيق إلى آفاق اللقاءات «المجتمعية» الأرحب والأكثر أتساعاً.. لن نخسر شيئاً بل سوف نكسب الكثير.. وأوله الوطن.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]